
المستشار الجيلي أبو المثنى يكتب مؤتمر الخدمة المدنية بين الحزم والتراشق
بسم الله الرحمن الرحيم
الجيلي ابوالمثني
٢/ابريل/٢٠٢٥م
مؤتمر الخدمة المدنية بين الحزم والتراشُق
في ختام مؤتمر الخدمة المدنية المُقام مؤخراً في العاصمة المؤقتة بورتسودان والكل يُتابع عن كثب ما دار حول المواضيع التي أُثيرت ولاهميتها كان التركيز كبير علي المُخرجات والتوصيات التي من شأنها الإسهام في إصلاح التشوهات التي تُلازم الخدمة المدنية في المرحلة المُقبلة ، إذ يتفاجأ الجمهور بتصريحات القادة والمسؤولين عن الإقرار بوجود الفساد وتغلغله وانتشاره داخل مؤسسات الخدمة وأماكن تواجده وعناصره التي يرتكز عليها بل ذهبوا الي ابعد من ذلك الإشارة الي أشخاص دون الخوض في تسميتهم ثم ذهبوا ايضاً الي ابعد مما تتخيل إبداء السخط والغضب من ذلك والائيحاء للحاضرين بأنهم علي دراية تامة بكل شي ولكنهم لا يستطيعون فعل شي اللهم إلا ان يُخبروا عامة الناس بذلك ووضع الأمر بين أيديهم والنظر فيما هم فاعلون من يملك لا يستطيع الحسم فما بالك بمن لا حيلة له غير رفع الأكف لله تعالى تضرعاً لزوال الغُمة ، وهذا الكلام ليس بجديد ظل يُردده بعض القادة منذ اندلاع الحرب ويُحدد مواطن الخلل ويُخبر به الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة مما ادخل الناس في حيرة من امرهم وباتوا يشعرون بالقلق ويتسالون فيما بينهم في مجالسهم الخاصة والعامة إذا كان مثل هذا الحديث يردده مسؤول دولة كبير في يده العقد و الحل ولا يستطيع فعل شي ماذا نحنُ فاعلون ، اذكر قبل عام أو يذيد بينما كنا في ورشة عمل تضم شريحة واسعة من المهتمين والمهمومين بالشأن العام من كبار الضباط وأهل القانون والإعلاميين سالت هذا السؤال المشروع الآنف ذكره وجاء مُتزامن مع تصريحات مماثلة في تلك الأيام حيث وجّهت السؤال للحاضرين بان المسؤولين في قمة الهرم يشكون الفساد للناس عبر الهواء الطلق ما هو رائيكم في هذه الظاهرة فأُعجب بذلك السؤال احد الاخوة الحاضرين وتبسم ثم اجاب قائلاً ان الأمر علي ما اعتقد وحسب تقديري وخبرتي يرجع لعدم التنسيق بين الدوائر وتعدُد مراكز القرار فالأولوية الآن للمعركة القائمة في الميدان وهنالك الكثير من الأمور التي لا يستطيعون في هذا التوقيت الحرج حسمها مع علمهم التام بكل تفاصيلها المُملة ولا يريدون توسيع الدائرة وتشتيت مجهودهم في معارك جانبية وأردف قائلاً هذا الذي ذكرته لا يعفي من المسؤلية لان هناك طُرق كثيرة يمكن اتباعها لحسم هذا الفساد و أول خطوة يُمكن اتباعها هي إعلان حالة طوارئ شاملة وتعطيل العمل بالقانون العام وتنفيذ قانون الطواري وكان الرجُل عسكرياً يعي ما يقول تماماً.
في تقديري أن القائد العام الرئيس الآن يُحظي بشعبية لا مثيل لها وتأيد لم يُحظي به من كان قبله ولا أظن يجمع عليه من بعده بحسب مقتضيات المرحلة الانية و الرجل يتمتع بذكاء خارق ويعرف كيف يدير الأمور بحنكة وصبر ولكن في بعض الحالات لابد من الحسم وعدم التأني لأنها مصالح رعية أنهكتها ويلات الحرب ولا طاقة لها بظلم اروقة دوائر الدولة التي يُمسك بمفاصلها الفاسدين إذا عليه ان يستقل ذلك التآيد المُطلق في تصحيح الأوضاع ووضعها في نصابها ولا يخشي في الله لومة لائم ويُكمل مشواره الملئ بالأشواك المحفوف بدعوات الرعية لمن اصلح والدعوات هي الذخيرة والمطية التي تُعين علي المَضي في إكمال المشوار وتحقيق النصر بإذن الله تعالى
مشاركة الخبر علي :