
الرشيد الإرشاد.هو مفتاح نجاح موسم الحج ونعول علي أن تغير سلوك الحاج السوداني
مكة – محيي الدين شجر
أشاد الأستاذ سامي الرشيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة ورئيس مكتب شؤون حجاج السودان، بالدور الكبير الذي قامت به بعثات الإرشاد في ولايات السودان المختلفة، مؤكدًا أن الجهود الإرشادية المنسقة التي شارك فيها عدد من العلماء والدعاة، كان لها بالغ الأثر في تهيئة الحجاج وتوعيتهم بأحكام ومقاصد المناسك.
وأوضح الرشيد في اجتماع مجلس الارشاد لترتيبات خطبة عرفة اليوم أن ولايات مثل كسلا، القضارف، والنيل الأزرق، وغيرها، شهدت حملات إرشادية متميزة، حيث تم تقديم حلقات توعوية عبر القنوات الفضائية مثل تلفزيون السودان، مما أسهم في رفع الوعي المجتمعي بموسم الحج. وقال: "أنا على ثقة بأن الشعب السوداني كان متابعًا لما يدور في ملف الحج، وكان على دراية بما يجري من استعدادات في دهاليز التنظيم".
وأضاف: "رؤيتنا في هذا الموسم كانت واضحة، وهي أن يكون الحاج السوداني مدركًا لفقه المناسك، من طواف وسعي وحلق، وملمًا بواجبات ومحظورات الإحرام. وقد بدأنا هذا العمل منذ لحظة انطلاق الرحلة من البواخر، عبر مرشدين أكفاء أمثال الدكتور دفع الله، والشيخ يوسف الشايب، وغيرهم من أعضاء سلسلة الإرشاد التي ظلت متصلة ومستمرة".
وأكد الرشيد أن نجاح موسم الحج لم يكن صدفة، بل ثمرة لعمل إرشادي منظم ومتابعة دقيقة، مشددًا على ضرورة استمرار الإرشاد في كافة المراحل، من الميناء وحتى المشاعر، بل وفي كل المجالس التي يجلس فيها الحجاج، قائلاً: "الإرشاد كالعلاج، يحتاجه الحاج على جرعات مستمرة، فالمعرفة تتآكل بالنسيان، ويجب أن يجد الحاج من يذكره في كل وقت".
كما دعا إلى تكثيف الجهود خلال المرحلة المقبلة، بالتنسيق مع بعثات الإرشاد في جميع الولايات، تحت إشراف الإدارة العامة للحج والعمرة، مشددًا على أهمية الاستفادة من الخبرات التراكمية، ومواصلة العمل الجماعي لتحقيق أهداف الموسم.
وفي سياق آخر، شدد الرشيد على أهمية خطبة يوم عرفة، مشيرًا إلى ضرورة أن يختار الأئمة ممن يتمتعون بالعلم والقدرة على إيصال رسالة الحج وربطها بالواقع السوداني، قائلًا: "نحن لا نفرض أسماء، ولكن نريد من يوصل الرسالة بصدق وتأثير، ومن يبرز فضل هذه الشعيرة العظيمة، التي أداها السودانيون رغم الحروب والدمار".
ونوّه إلى أن أداء أكثر من 11,500 حاج سوداني للمناسك في ظل هذه الظروف الاستثنائية، يعكس حب هذا الشعب لدينه، وقوة إرادته، وتمسكه بالشعائر، قائلاً: "الشعوب التي عانت من الحروب، مثل الشعب السوري أو اليمني، عجزت عن تنظيم موسم حج بهذا الحجم. لكن السودانيين تحدوا الظروف، وجاؤوا من دارفور، الفاشر، كردفان، وقطعوا الفيافي حتى سواكن، ليبلغوا مقاصدهم".
وختم الرشيد حديثه بالتأكيد على دور الدولة السودانية في رعاية الحجاج وتذليل العقبات أمامهم، مشيرًا إلى أن ما تحقق هذا الموسم جاء نتيجة لإرادة سياسية قوية، وتنسيق مؤسسي فعّال، وعزم شعبي لا يُضاهى.
مؤكدا أن إنجاح موسم الحج لا يعتمد فقط على الجهود التنظيمية، بل يقوم بالدرجة الأولى على العمل الإرشادي المستمر والتوعية الميدانية، مشددًا على أن الحاج السوداني يحتاج إلى جرعات متكررة من الإرشاد، خاصة فيما يتعلق بالسلوكيات والممارسات التي قد تتعارض مع فقه المناسك أو مع الإجراءات التنظيمية للمملكة العربية السعودية.
جبل الرحمة... ثقافة شعبية تتطلب تصحيح المفهوم
وأشار الرشيد إلى أن بعض الممارسات، كصعود جبل الرحمة، أصبحت لدى بعض الحجاج – خاصة النساء – تصرفًا يُنظر إليه كجزء من تمام الحج، رغم أنه ليس من المناسك، قائلاً:"مهما قدّمنا من توعية، تظل بعض التصرفات بحاجة إلى مراجعة، فصعود جبل الرحمة ليس جزءًا من الحج، ولكنه تحول إلى أمر رمزي مرتبط بعاطفة قوية لدى النساء تحديدًا. لا بد من تصحيح هذه المفاهيم."
بطاقة "نُسُك"... ليست مجرد سوار إلكتروني
كما شدد الرشيد على أهمية بطاقة "نسك" الإلكترونية، التي وصفها بأنها "قلادة الحج" منذ لحظة الانطلاق وحتى العودة، قائلاً:
> "هذه البطاقة ليست إجراءً شكليًا، بل هي الوسيلة الوحيدة للتعريف بالحاج، وهي مرتبطة بكل الخدمات من السكن إلى النقل والدخول إلى الحرم. أي فقدان لها قد يؤدي إلى فقدان الحاج نفسه داخل المشاعر، كما حدث في مواسم سابقة."
سلوكيات تحتاج إلى مراجعة... والتحدي الأكبر ذهني
وأشار الرشيد إلى أن التحدي الأكبر هذا الموسم هو التغيير السلوكي للحاج السوداني، مؤكدًا أن المشاكل اللوجستية لم تعد عائقًا، حيث توفر المملكة كل ما يلزم من طعام وسكن ونقل، ولكن "المشكلة الآن في السلوك. نحتاج لتغيير الذهنية (المنتالتي) والسلوك العام للحاج، وهذا التغيير لا يأتي إلا بالإرشاد".
ودعا إلى وضع خطة إرشادية متكاملة لمرحلة النفرة والتصعيد، تشمل التوعية بنُسُك الحج، أهمية بطاقة نسك، التعامل مع المتخلفين أو غير الحاصلين على تصاريح، والتصدي لأي محاولات لتجاوز الأنظمة.
مواجهة المتسللين والعاطفيين باسم "الكرم السوداني"
وحذر الرشيد من بعض التصرفات التي قد تضر بالموسم، مثل محاولة بعض الحجاج إدخال متسللين إلى المخيمات، قائلاً:
> "لا مكان للعاطفة في هذا الموقف. من لا يحمل تصريحًا رسميًا، لا يُعتبر حاجًا، ولا يحق له دخول المخيمات. التهاون في هذا الجانب جريمة، قد تفسد على الآخرين حجهم."
السلامة أولاً... والماء ضرورة لا رفاهية
وفي جانب السلامة الصحية، دعا الرشيد إلى ضرورة الالتزام بالتوجيهات الخاصة بشرب الماء والوقاية من ضربات الشمس، قائلًا:
> "كل حاج يجب أن يحمل قنينة ماء معه باستمرار. الحرارة تستهلك السوائل، ولا بد من تعويضها بشكل منتظم. هذه مسألة حياة أو موت، ولسنا بحاجة لمزيد من الضحايا، كفاية من فقدناهم بسبب الحرب."
التعاون مع البعثة العسكرية... والدور السعودي في التنظيم
وأشاد الرشيد بدور البعثة العسكرية السودانية، التي تشارك هذا العام بعدد 441 حاجًا، قائلاً إنهم "في صحة وعافية ويشكلون إضافة إيجابية"، كما نوه إلى التنسيق المحكم مع المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن السودان التزم هذا العام بالمصفوفة الزمنية للحج وفق خطة المملكة 2030، وهو ما مكّنه من إنجاز الترتيبات بسلاسة وانضباط غير مسبوق.
رسالة إلى العلماء والدعاة
وختم الرشيد حديثه برسالة إلى العلماء والدعاة قائلاً:
> "نحن نثق فيكم، ونحتاج إليكم في هذه المرحلة المفصلية. نرجو اختيار أربعة من أهل الخبرة لتقديم خطاب توجيهي يستند إلى النقاط التي أشرنا إليها، يعالج قضايا السلوك، التحديات التي واجهها الحجاج، دور القوات المسلحة، والتقدير الكبير للمملكة العربية السعودية على التنظيم الراقي."
أكد الأستاذ سامي الرشيد، الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة ورئيس مكتب شؤون حجاج السودان، أن الإرشاد يمثل حجر الزاوية في نجاح موسم حج العام 1446هـ، مشيرًا إلى أن الجهود التي بذلتها بعثة الإرشاد بالولايات المختلفة أسهمت بقدر كبير في تحقيق الربط المستهدف لحزم الخدمات، والذي بلغ أكثر من 11,500 حاج.
وقال الرشيد خلال اجتماع مجلس الإرشاد امس بمكة والذي خصص لترتيبات خطبة يوم عرفة، إن النجاح الذي تحقق هذا العام جاء نتيجة لتضافر الجهود بين الجهات الرسمية والدعوية والإعلامية، لافتًا إلى أن المجلس ركّز منذ بداية التكليف على تفعيل العمل الإرشادي، بتكوين مجلس إرشاد وقيادة بعثة متخصصة برئاسة الدكتور إدريس موسى.
وأشار إلى أن الإرشاد لم يكن قاصرًا على ما قبل السفر، بل امتد إلى كافة مراحل رحلة الحج، من داخل البواخر وحتى الوصول للمشاعر، مشددًا على أن الاستعدادات لهذا الموسم تمت وسط ظروف استثنائية عاشها السودان، من نزاعات وصعوبات لوجستية، ومع ذلك أظهر الشعب السوداني إرادة وعزيمة فريدة في أداء الشعيرة.
ونوّه الأمين العام إلى أهمية خطبة عرفة هذا العام، داعيًا إلى اختيار أئمة من أصحاب الدراية والخبرة الذين يستطيعون إيصال رسالة الحج وربطها بالظروف التي يمر بها السودان، ومؤكدًا ضرورة أن تتناول الخطبة الثناء على جهود الدولة، والدعاء للقوات المسلحة السودانية، وتسليط الضوء على مغزى أداء الشعيرة في ظل الحرب.
وأوضح الرشيد أن على المرشدين تكثيف التنبيه إلى الجوانب السلوكية والصحية للحجاج، مشيرًا إلى خطورة درجات الحرارة المرتفعة هذا العام والتي قد تصل إلى 67 درجة مئوية، مما يتطلب بقاء الحجاج في المخيمات من الساعة 10 صباحًا حتى 2 ظهرًا بعرفة.
كما دعا إلى التوعية المستمرة بأهمية بطاقة "نسك" الإلكترونية، مؤكدًا أنها تمثل هوية الحاج الرقمية التي تتيح له التنقل والوصول للخدمات، مشيرًا إلى ضرورة عدم التهاون في تسليمها أو فقدانها، لما يترتب على ذلك من مشاكل قانونية وتنظيمية.
وفي ختام حديثه، أشاد الأمين العام بجهود البعثة العسكرية السودانية المرافقة للحجاج، والبعثة الإرشادية والإعلاميين، والولايات التي نفذت خططًا توعوية ناجحة وعلى رأسها كسلا والقضارف والنيل الأزرق، مؤكدًا أن الاستمرار في الخط الإرشادي والالتزام بالضوابط الإلكترونية للمملكة العربية السعودية سيشكلان مرتكزين أساسيين في إنجاح الموسم حتى آخر مراحله.
مشاركة الخبر علي :