
د.سعاد فقيري تكتب: الرؤية الكاملية للحكومة السودانية
رؤية د. كامل إدريس للحكومة السودانية الجديدة: الأولويات والآليات التنفيذية
أصدر رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس قراراً تاريخياً بحل مجلس الوزراء الحالي وتكليف أمناء الوزارات بتسيير الأعمال الحكومية حتى تشكيل حكومة جديدة بعد عيد الأضحى .
في خطابه الأول، حدد د. إدريس ست أولويات وطنية عاجلة تشكل جوهر خطته للمرحلة القادمة .
وهي تمثل رؤية شاملة لمواجهة التحديات المعقدة التي يعانيها السودان.
الأولويات الست للحكومة الانتقالية
1. الأمن القومي وهيبة الدولة
يعتبر د. إدريس أن استعادة الأمن القومي وهيبة الدولة تمثل "أولوية عاجلة" لحكومته . يتضمن هذا المحور:
- القضاء على التمرد والمليشيات:
تعهد بمواصلة ملاحقة المليشيات المتمردة والقضاء على التمرد المسلح . كما ناشد الدول التي تدعم هذه المليشيات بالتوقف عن "العمليات الإجرامية" .
- *تعزيز الأجهزة الأمنية*:
وأشاد بالقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمقاومة الشعبية لدورهم في ما وصفه بـ"حرب الكرامة" .
- حماية الحدود:
التأكيد على سيادة الدولة على كامل أراضيها ومواجهة أي تهديدات خارجية .
2. إدارة الفترة الانتقالية بكفاءة
يتعهد د. إدريس بإدارة الفترة الانتقالية والجهاز التنفيذي "بكل كفاءة ونجاعة" . تشمل آليات التنفيذ:
- تشكيل حكومة كفاءات:
العمل على تشكيل حكومة من الكفاءات المستقلة غير الحزبية، مع مراعاة تمثيل الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام .
- *المساواة بين القوى السياسية*:
التأكيد على "إعمال مبدأ المساواة مع جميع القوى السياسية والفعاليات السودانية .
والوقوف على مسافة واحدة من الجميع" .
3. الاستقرار والسلام الشامل
يركز هذا المحور على:
- الحوار السوداني-السوداني: دعا إلى حوار شامل لا يستثني أحداً، مع رفض أي إقصاء أو تمييز على أسس جهوية أو عنصرية .
- بناء مؤسسات العدالة:
إعادة بناء مؤسسات العدالة بما يشمل النيابة العامة، القضاء، والمحكمة الدستورية .
باعتبار أن دولة القانون ستكون محور مشروع الإصلاح المؤسسي .
4. الاقتصاد ومعاش الناس
أبدى د. إدريس اهتماماً خاصاً بالاقتصاد ومعيشة المواطنين، من خلال:
- تفعيل القطاعات الإنتاجية: التركيز على الصناعات والزراعة، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة .
- زيادة الصادرات:
دعوة إلى استنفار كافة الإمكانيات الداخلية لزيادة الصادر .
5. إعادة الإعمار وهيكلة الدولة
يتضمن هذا المحور:
- إعادة الإعمار وجبر الضرر: العمل على إعادة بناء ما دمرته الصراعات .
- إعادة هيكلة الدولة:
إجراء إصلاحات هيكلية شاملة تتطلب تضافر الجهود الوطنية .
6. تعزيز العلاقات الخارجية
أكد د. إدريس على أهمية تعزيز علاقات السودان الخارجية مع دول الجوار والعالم العربي والإفريقي وكافة دول العالم .
التحديات وآليات التنفيذ
يواجه د. إدريس تحديات جسيمة في تنفيذ رؤيته، منها:
1. *التحديات الأمنية*: وجود مليشيات مسلحة وتمرد في بعض المناطق، بالإضافة إلى تدخلات خارجية محتملة .
2. *الانقسامات السياسية*: ضرورة تحقيق التوازن بين القوى السياسية والمكونات المختلفة في السودان .
3. *الأزمة الاقتصادية*: تدهور الاقتصاد وتردي معيشة المواطنين الذي يتطلب حلولاً سريعة .
4. *إعادة بناء المؤسسات*: ضرورة إصلاح المؤسسات الحكومية والقضائية التي عانت من الضعف والفساد .
للتغلب على هذه التحديات، يعتمد د. إدريس على عدة آليات:
- الحوار الشامل:
من خلال الحوار السوداني-السوداني الذي لا يستثني أحداً .
- *الشراكة الوطنية*:
عبر تضافر جهود جميع القوى السياسية والمجتمعية
- *الشفافية والمساءلة*:- بناء دولة القانون والمؤسسات .
- الدعم الإقليمي والدول:
تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الإقليمية والدولية .
الخاتمة :
تمثل رؤية د. كامل إدريس خريطة طريق طموحة لإخراج السودان من أزماته المتعددة. رغم التحديات الكبيرة، فإن تركيزه على الأولويات الست، خاصة الأمن القومي ودولة القانون والاقتصاد، يضع أسساً واضحة للمرحلة الانتقالية. نجاح هذه الرؤية سيعتمد على قدرته على تحقيق التوازن بين القوى المختلفة، وإشراك الجميع في الحوار الوطني، والبدء الفوري في معالجة الأزمات المعيشية للمواطنين. تصريحه بأنه "لا يريد أن يكون حاكماً يحكم الشعب بل خادماً يحكمه الشعب" يعكس نهجاً جديداً في الحكم قد يمثل بارقة أمل للسودانيين بعد سنوات من الأزمات.
مشاركة الخبر علي :