
عادل عسوم يكتب: كل يوم فائدة (34) بلاغة عجيبة في آية عظيمة.
يقول الله تعالى في الآية 15 من سورة الأحقاف:
{...وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي...} 15 الأحقاف.
المعلوم لغة عن الفعل أصلح أنه فعل متعدي بذاته ولايتاج الى حرف جر، والمعتاد في العرف اللغوي القول: (وأصلح ذريتي)، دون استعمال (لي) وحرف الجر (في).
فما الحكمة من/في إدخال (لي) وكذلك حرف الجر (في) واستعمالهما في هذا السياق؟!
وأي قيمة مضافة لهما هنا في هذه الآية الكريمة؟!
(لي) إضافت بعدا جديدا في هذا الدعاء، حيث يكون المعنى بأن صلاح الذرية يكون خلال حياته وبعد مماته، وإن لم يقل لي فلعل صلاح ذريته يبدأ بعد مماته!
أما حرف الجر (في) فإنه يضيف معنى ورسالة عظيمة وعميقة، وهو بعد بلاغي ولفتة إيمانية تربوية دعوية قمة في الروعة، فإن كان القول (وأصلح لي ذريتي) لكان الصلاح قاصرا على ذريته فقط، وكأن قصد الأب وكل همه ذريته فقط.
لكن مجيء حرف (في) خلق أفقا أكبر وبعدا عميقا، حيث يدعو الله بأن يجعل ذريته (مركزا وحاضنة ووعاء وبيئة) للصلاح والتقوى ٱضافة الى صلاحهم لأنفسهم.
والله أعلم
adilassoom@gmail.com
مشاركة الخبر علي :