
حكاية ليلٍ دامسٍ وعرشٍ مُزَيَّف من مخطوطات الليلة الثلاثة بعد الألف .
✍️ قال الراوي: م طارق الخير
بلغني أيّها الملك السعيد ذو العقل الرشيد أنّه في ليلةٍ من ليالي المكر والغواية، اجتمع امراء الاعراب أعرابُ الرمل والزيت على طاولةٍ من نارٍ وحديد وقد نصبها لهم لوسيفر الرجيم بنفسه في بطن الصحراء، تحت ظلمةٍ الليل البهيم لا قمر فيها ولا نجمة تضئ
وكان على تلك الطاولة ثلاث نِيعَم:
مفتاحُ خزائنِ بني الخليج
وخريطةُ ممالكِ هارون الرشيد
وصكُّ مِلْكٍ لعرشِ فارس، لمن يُقسم بالهوى لا بالحق.
فقال لوسيفر بصوتٍ كفحيحِ التنين:
"يا سادة الأعراب، قد آن لكم أن تملكوا الشرقَ إن سلّمتموني الثور الأبيض… ولا تسألوا ما بعده."
فصفّق الأمراءُ المُطرَّزون بالذهب ضاحكين ضحكة الختار الكفور وهن سكارى لا من الخمر بل من وهم السيطرة وسكرة الدنيا ثم اتو بالثور الأبيض:
كما فعلوا بالعراق اردوا ان يفعلوا بإيران
ثم سلّموا يوسف — رمز الصدق والحكمة — إلى قوافل الضياع بثلاثة تريليونات ذهباً واستلمها الاشقر بالنيابة عن شيده واشتروا سكينة الخيانة.
ولكن ما لم يعرفوه أن لِسلمان الفارسي ابن الحقيقة أبناءً في آخر الزمان، خرجوا من صُلبِ السند سوف يحملون علمًا لا يُطفأ ويزرعون تحت الأرض نارًا لا تنطفئ شداد غلاظ وصفهم اولي قوة
وما غاب عنهم _ أيها الملك — أن الطاولة التي اجتمعوا عندها ما هي إلا تابوتهم، وأن السكين التي بها تقاسموا، قد خُبئت لرقابهم… لكن بعد أن تأكل العصاُ حبالهم التي يخيل انها تسعي من سحرهم
ففي مطلع الشمس الذي يحكمه قوم السدين حرّكت أمريكا ذيلها فظنّها الأعرابُ هجمةَ المخلِّص، فأشاروا: "اضربوا إيران، فإنها بكم تمكر بكم !"
لكن إيران أخرجت عصاها فتلقّفت ما صنعوا.
وكان ما صنعوه كيدَ ساحر وهل يفلح الساحر؟
فانهار السحر وبقيت الحبال تتلوى على وجوههم.
فصاح لوسيفر في عسكره:
"أين جنودكم من الذهب؟ أين قصوركم من الرمل؟"
فقال أحد الشياطين:
"قد ذابت في شعلة فارس وقبلها احترقت بأول صيحة من أرض اليمن."
وهنا علم الأعراب أنهم ليسوا ملوك الطاولة، بل القرابين عليها - فهلكة الاعراب قد بدأت من السودان... والاعراب اشد كفر ونفاقا
الرواي : أيّها الملك، إن مَن يبيع الثور الأبيض، لا يبقى له بعده لا أرضٌ ولا ظل.
وإنَّ مَن يُقصي يوسف، لن يخل لهم وجه ابيهم ولا يرث خزائن مصر .
وإنّ مَن يُراهن على اذناب الوحش الأمريكي، لن يحصد إلا صرير أنيابه حين يجوع.
في آخر الزمان، لا يبقى للعرش إلا من بنى له عمودًا في قلوب الرجال، لا في قصور الرمل
مشاركة الخبر علي :