
الى السيد رئيس مجلس السيادة والسادة قادة احركات الكفاح المسلحة: هل انتهى زمن الدولة السودانية الموحدة؟
بقلم: د. حسام كركساوي
27/06/2025
🇸🇩 وطن على حافة الهاوية
في خضمّ هذا الخراب الممتد، وتحت دخان الحرب التي لا تفرّق بين طفلٍ وجندي، وبين جريحٍ ومقاتل، وبين كهل وأمراءة ؛ يتساءل السودانيون اليوم بمرارة:
> هل انتهى زمن الدولة السودانية الموحدة؟
وهل ما يجري من عدوان مجرمي الدعم السريع هو بداية تفكيك مُمنهج للسودان أم لحظة وعي جديدة تعيد ترتيب البيت من الداخل؟
إن عدوان 15 أبريل ليس حدثًا عابرًا، بل امتداد لمشروع طويل الأمد سعى – ولا يزال – لضرب وحدة السودان، وتأجيج صراعاته، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، وتحويله إلى ساحة صراع مستمر ودمار دائم.
🔥 من يقف خلف الخراب و يموله ... لا يستسلم للفشل
الجهات التي تقف خلف هذا المشروع التخريبي لا تتحرك عشوائيا، بل بخطة مدروسة:
ضخّت أموالًا طائلة،
فعّلت أدوات سياسية واستخباراتية محلية وإقليمية،
قدّمت وعودًا بنتائج واضحة أمام من دعموها ومولوها.
لذا فإن الانسحاب أو التراجع غير وارد في أجندتها، بل ستضاعف أدواتها ووسائلها في نشر الفوضى، ولن تأبه بالأشلاء ولا بانهيار الدولة، ما دام هدفها الأساسي هو تفكيك السودان واستنزافه لعقود.
⚔️ الحرب... ومشروع التمزيق الداخلي:
الحرب التي نعيشها اليوم لم تدمّر البنية التحتية وحسب، بل فتحت الباب واسعًا أمام:
إحياء النزعات القبلية والعنصرية بشكل غير مسبوق،
صعود تجار الدماء والمنافقين،
تمكين الحركات المسلحة وازدياد شهوتها للمحاصصة والمكاسب،
وانهيار ما تبقى من النسيج الاجتماعي السوداني.
> السودان بات ميدانًا للتنافس على السلطة، لا للبناء،
ومضمارًا للهروب إلى الأمام، لا لمحطات الإصلاح والمصالحة.
🧱 تمزيق الوطن عبر "حقوق مختلقة"
التمسك باتفاقيات معطوبة وسعي البعض إلى مغانم فئوية تحت لافتات "الحقوق" و"التهميش"، لم يعد يعالج مظلمة، بل يصنع مظالم جديدة.
> إن المحاسبة المنحازة، والتشفي القديم، وفتح الأبواب لمطالب غير منطقية، ما هو إلا بذور شقاق قادم... وباب كريه يجب إغلاقه.
لقد دمّرت الحرب كل شيء.
وإذا لم نستفق من تحت رمادها، ونتجه إلى اصطفاف قومي حقيقي، ونكسر منطق "سؤال الماضي"، فلن يكون هناك أمل في مستقبل آمن.
✊ على عاتق الجيش والحركات المسلحة تقع المسؤولية التاريخية
إننا اليوم نحمّل قائد الجيش وقادة الحركات المسلحة مسؤولية كبرى وتاريخية:
> مستقبل السودان في أيديكم،
والتاريخ يرصد أفعالكم،
والأمل معقود على وطنيتكم.
ندعوكم اليوم أن:
تتحلّوا بالمسؤولية الكاملة،
تغلّبوا القومية على الانتماءات المناطقية،
تنظروا لمعاناة السودانيين جميعًا لا كأقاليم مشتّتة، بل كوطن ينزف من كل الجهات،
وتسعوا لبناء دولة العدالة والمساواة لا حصص النفوذ.
> نريدكم قادة دولة... لا أمراء حرب ولا مناضلي مناطق او جهوية.
نريدكم رموزًا قومية يخلّدكم التاريخ كما خلد نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا،
وكما خلد جون قرنق الذي ناضل – رغم الاختلاف – برؤية قومية واسعة.
🌍 من المحلية إلى القومية
نوجّه نداءً مباشرًا للحركات المسلحة:
آن لكم أن تغادروا ضيق الجغرافيا والمناجاة المناطقية إلى سعة الوطن:
لا ترفعوا شعارات "التهميش" لتقسيم السودان أكثر،
بل اعملوا لرفع الظلم عن كل السودانيين،
وكونوا دعاة عدالة شاملة، لا ممثلي فئة أو قبيلة.
> لا تُبنى الدولة على منطق "حصة مقابل حصة"،
بل على مشروع وطني يُعيد الاعتبار للمواطنة والمؤسسات والدستور.
📢 على البرهان أن يصغي لصوت الوطن
نوجّه هذه الرسالة أيضًا لرئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان:
> تقدّم خطوة شجاعة نحو الإنقاذ للوطن وانتشاله من الضياع،
ارفع مصلحة البلاد فوق كل الحسابات،
الشعب الذي خبرك مقداما في الميدان يتطلع الي هذه الخطوة وانتظرها فهيا
أطلق نداءا وطنيًا سودانيًا عاجلًا لحوار جامع...
دون وسطاء، دون وصاية خارجية، دون شروط مسبقة.
ليكن هذا الحوار منصة لرسم خارطة طريق سودانية خالصة نحو:
إكمال النصر
بناء الثقة،
وتأسيس دولة تقوم على العدالة والدستور والقانون
🛑 السودان ليس للبيع :
الوطن ليس مشروعًا اقتصاديًا في سوق المصالح،
وليس حصة قابلة للتفاوض في مزاد السياسة الإقليمية والدولية.
من موّل الخراب لن يتراجع،
لكنّه لن ينتصر... ما دمنا متحدين ونعمل وفق رؤية جمعية قومية لاتشغلنا المحاصصات الضيقة .
نؤمن بأن:
> "الوطن أغلى من كل صفقة... وأسمى من كل سلطة."
✍️ ختامًا...
نقول لقائد الجيش، وزعماء الحركات، وصناع القرار جميعًا:
> نحن أمام لحظة مصيرية...
إما أن نكون أبناء وطن واحد، أو ننزلق إلى هاوية لا عودة منها.
لا تغرنّكم المناصب،
ولا تخدعنكم غنائم السلطة،
فهي مكاسب مؤقتة لكنها خسارات وطنية دائمة.
> إن الشعوب لا تُهزم بالسلاح، بل تُهزم حين تستسلم لأطماع الذات وتنسي الوطن...
والسودانيون – رغم كل شيء – لم يستسلموا، ولن ييأسوا.
> نناديكم:
تبنّوا مشروعًا وطنيًا للبناء،
اخلعوا عباءة الجهة والقبيلة،
ارتدوا ثوب الوطن.
> السودان لم يمت... لكنه يستغيث بأبنائه.
فهل من يسمع؟
هل من ينهض؟
هل من يستجيب قبل فوات الأوان؟
مشاركة الخبر علي :