
الجيلي ابوالمُثني يكتب: أين المستشارين
مُنذ ان قام رئيس الوزراء الجديد دكتور كامل إدريس بأداء القسم علي توليه حقبة رئاسة الوزراء وقام بمخاطبة جموع الشعب السوداني بخطاب أتسمت لغته بالبساطة والاتزان والموضوعية والترتيب باللغة العامية رغم البساطة فيها و وضوح مُفرداتها ورصانة الكلمات جاءت بالعبارات المتداولة في المجتمع السوداني مما كان سبب في استيعابها لدي العامة ، ايضاً
من وقت لآخر يُحدثنا رئيس الوزراء في كل مُناسبة مع تعثر تشكيل الحكومة الجديدة لبعض الترتيبات المعروفة بالضرورة للعامة والناس تُراقب عن كثب ذلك وتشاهد وتستمع للتصريحات من هنا وهناك واهمها إطلالة الوزيرين وزير الدفاع ووزير الداخلية بعد أدائهما القسم وقبولهم التكليف خرج الاول بحديث للشعب كان بسيط ومُرتجل ولكنه مُرتب نوعاً ما افضل بكثير من حديث الثاني الرجل مهني من الطراز الرفيع حسبما ذُكر عنه ولكن كان من باب اولي ان يكون لأي وزير مستشار مهمته ترتيب الأوراق العملية وإبداء وجهات النظر التي تساهم في الأداء والظهور بشكل ممتاز وضبط الخطاب وسياقه بما يتماشي مع المرحلة الراهنة من قوة اداء وجزالة ورصانة الكلمات والعبارات الإيجابية التي تحمل في طياتها قوة الشخصية للمُتحدث لان عامة الناس يحكمون بالظاهر و يأخذون الأمور بالانطباع الأول الذي يُشاهدونه او يسمعونه في ظني هذا تقدير خاطئ ولكن هذه هي الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع إبداء الرضاء من عدمه مع سرعة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتاثيرها علي المزاج العام
في تقديري المسؤول الفطن صاحب النباهة لابد له ان يُرتب أوراق مكتبه علي أكمل وجه وتشكيل فريق العمل الخاص به بمختلف أشكاله من ثم يُعلن الخروج للناس ليُحدثهم ويبث الطمأنينة في نفوسهم وهم في حالة خوف وهلع وعدم اتزان وعدم ثقة في الآخرين وهذا عرض طبيعي من آثار الكارثة و الصدمة التي اصابتهم من الذي شاهدوه وعايشوه في ظروف بالغة التعقيد (مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ) لذلك دور المستشارين وأهل الخبرة والرأي السديد مطلوب في كل الأحوال لتقديم المساعدة والمشورة اللازمة
مشاركة الخبر علي :