
عادل عسوم يكتب: عندما تصبح الخيانة أكل عيش!.
بعض الأوجاع والأمراض لايحسن فيها إلا المباشرة في الإعلان عنها والشروع في العلاج، وخير للمريض معرفة مصابه والسبب في آلامه ويبحث عن العلاج.
لقد قرأت من قبل كتابا عن القضية الفلسطينية عنوانه (عندما تصبح الخيانة وجهة نظر)، ومفاد الكتاب الحديث عن فئام أشربوا بعجل الخيانة لوطنهم، وجعلوا الخيانة وجهة نظر، وأصبحوا بعد أن باعوا ذممهم بيادق في أيدي الكائدين، للاضرار بقضيتهم ووطنهم!.
وإذا بنا في السودان يخرج فينا من لايجعل من الخيانة وجهة نظر فقط، إنما يتكسب منها ويغتني، مالا وشحما، ومادرى بأن شحمه ورم!.
كتب الأستاذ عادل الباز بالأمس عن تأسيس دولة الإمارات في واشنطن معهدًا اختارت له نصر الدين عبد الباري والنور حمد، وقد أسهم هذا المعهد على يد المذكورين في التهيئة والتحبير لخارطة طريق قدمها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى عن السودان، وهذا المعهد يُنتج بحوثًا استراتيجية تهم صُنّاع القرار الأميركي والإقليمي، ومنها اتفاق دايتون، تأسس هذا المعهد عام 1985 على يد مجموعة من الأميركيين، بينهم باربي وينبرغ (Barbi Weinberg)، ومارتن إنديك (Martin Indyk)، ولحقت بهم كونداليزا رايس بدعم من جمعية الضغط الأميركية الإسرائيلية AIPAC!
وقد أصبح اتفاق دايتون المذكور أنموذجًا يُدرّس في كيفية فرض السلام بالقوة والضغوط، وليس عبر الوساطات التقليدية.
هل نحن الآن أمام دايتون سودانية؟ أم أن طبخة الرباعية ستفشل كما فشلت منصات من قبلها؟
يحاولون الآن فرض نموذج دايتون (معدّل)، وتُعدّ سيناريوهات متنوعة قريبة من سيناريو دايتون، كما سنرى في الحلقة القادمة.!!
ملحوظة:
هل ذكرتكم هذه التوصيات والورقة أعلاه اليوم بتلك الورقة التي أعدها معهد الولايات المتحدة للسلام (USIP – United States Institute of Peace) بعنوان:
Pathway to National Dialogue in Sudan (الطريق لحوار وطني في السودان)؟
ونُشرت كموجز سلام (Peace Brief) في 2003 أغسطس.
كتبها Princeton N. Lyman وJon Temin، ودعت إلى حوار وطني شامل بقيادة سودانية.
نفس الملامح والشبه... قادت تلك الورقة وما تضمنته من أفكار في النهاية إلى تقسيم السودان، والغريب أنها صادرة من نفس المكان: واشنطن... وتدخل دبلوماسي وسياسي أميركي كثيف فرض في النهاية اتفاقية السلام الشامل.
أنتهى كلام استاذنا عادل الباز حفظه الله.
وأعود لمقالي واتساءل:
من هو د.النور حمد؟
انه الذي صنف سمت تدين أهله في السودان بالعقل الرعوي!، وهو الذي قال بأنه ينتظر تفتيت السودان ليعيش في احدى بؤر الانفصال خير له من ان يعيش في سودان موحد بعاصمة واحدة وعلم يرفرف فوق السارية!
يا ترى ما الذي ينتظره أهل السودان من أمثاله؟!
وماذا يتوقع المحسنون ظنا فيه ان يقدمه لأجل وطنه الأم بعد أن اعتمر له جواز سفر لدولة أخرى؟!
أما نصر الدين عبدالباري فقد عرفه وخبره أهل السودان عندما اصبح -بقدرة قادر- وزيرا لعدل السودان في عهد قحت، ومانسي الناس مساعيه تجاه المريسة، والزنا، وقانون الطفل!
فيا ترى ما الذي ينتظره أهل السودان من أمثاله؟!
وماذا يتوقع المحسنون ظنا فيه ان يقدمه لأجل وطنه الأم بعد أن اعتمر له -هو الآخر- جواز سفر لدولة أخرى؟!
بلا جدال سيندرج العديد من قيادات قحت التي مافتئت تبدل (توب مرقتها) كل يوم؛ في سياق معاهد أخرى تنشئها الامارات أو سواها من رويبضات الدول.
السؤال:
هل تسمح الدول من حولنا لبعض بنيها ان يصل بهم الحال هذا المنتهى؟!
لولا أمثال هؤلاء لما استقوى على السودان كل من هب ودب، ولما جعلتنا بعض الدول الأخرى دولة مهيضة جناح وتورا وقع!
هل عدمت وزارة الخارجية ماتفعله تجاه امثال هؤلاء لكونهم يحملون جوازات سفر أخرى؟!
لعمري ان ترك الحبل على الغارب لأمثال هؤلاء، فسيتسابق العشرات ان لم يكن المئات من الذين خرجوا من السودان (بأمر خفي) الى فنادق أديس وسواها من دول الجوار عندما انطلقت حرب آل دقلو، سيتجهون الى أمثال هذه المعاهد والمراكز وسواها من بؤر ومحركات الكيد بائعين لذممهم، ومنهم من عهد عنه بيع ذمته بطبق بيض!
لإن كان بعض الشدة مطلوبة في تربية الآباء للأبناء؛ فإن الأوطان أولى.
ولاحول ولاقوة الا بالله.
adilassoom@gmail.com
مشاركة الخبر علي :