
*ويبقى الود* *الدكتور عمر كابو يكتب : *كامل إدريس : اليابان نموذجًا*
** لم يعد خافيًا على أحد حملة الترويج القوية لشغل منصب وزير الخارجية وصلت مرحلة إقناع دكتور كامل إدريس رئيس الوزراء نفسه للقيام بأعبائها وزيرًا للخارجية فيصبح رئيس وزراء ووزير خارجية في ذات الوقت..
** أصحاب هذا التوجه ينسون دومًا أن وزير الخارجية أهم عضو في أي زيارة خارجية لرئيس البلاد يتابع ويشرف على كل صغيرة وكبيرة فهل يا ترى سيقبل كامل إدريس ذلك لنفسه عضوًا في وفد ضمن وفد الرئيس؟؟!!
** وإن سلمنا جدلًا قبوله بأن يلعب هذا الدور فهل سيترك كل مشاغله الكبرى ويتفرغ لما هو أدنى منها حسب سلم الأولويات وشواغله التي لا تحصى ولا تعد ؟؟!!
** أهم من ذلك كله ألا يعني ذلك تشكيكًا في خبرات وقدرات وامكانيات لسفراء عظام كبار تحتشد بهم وزارة الخارجية في قيمة أنس الطيب وعمر صديق ودكتور معاوية التوم وعمر عيسى وخالد فتح الرحمن والحارث عبدالله والسفير العظيم بدرالدين عبدالله الذي رفض ((خرمجة القحاطة الله يكرم السامعين)) وقدم استقالته من منصب الوكيل ؟؟!!
** أكتب ذلك بين يدى إشراقات عظيمة يقوم بها سفير السودان ((الموهوب)) الفذ الريح محمد العوض حيدوب..
** الأول نجاحه في إقناع كبرى المنظمات الطوعية اليابانية العاملة في مجال إعادة إعمار ما دمرته الحرب في المساهمة العالية في إعادة وتأهيل وترميم ما دمرته الحرب في البلاد..
** فالخرطوم التي كانت عاصمة صاخبة بالحياة والبهاء والنضار والجلال تحولت بفعل المؤامرة إلى بيوت خالية من الأحاديث والضحكات مظلمة موحشة ،، مباني مدمرة وشوارع خربة وساحات مليئة بالأنقاض ومدارس صامتة تحن إلى صوت الجرس وتحية العلم..
** لسان حالها يردد مع الكويتي الشاعر الفخم السبيعي:
من كهوف الظلام من جحر حية
سال سم على الرمال النقية
** لم يكتف الرجل بهذا الإنجاز و إنما عبد للسودان طريقًا جديدًا في إنجاز ثانٍ وهو ينتزع موافقة مهمة لوطننا الحبيب مشاركة فاعلة في أكبر معرض زراعي عالمي يمكن القائمين على أمر الزراعة في السودان الوقوف على آخر ما توصلت إليه التقانة في مجال (الميكنة) الزراعية والبستنة والبذور المحسنة والأسمدة الجيدة والمبيدات الفاعلة عالية الجودة والتركيز..
** أما الإنجاز الثالث للرجل هو حصوله على منح دراسية لطلاب الدراسات العليا متاحة للجميع عبر التقديم الالكتروني دون تدخل أو وساطة من أي جهة كانت..
** فعل ذلك خلال الفترة القصيرة التي لم تتجاوز أشهرًا معدودة لأنه سفير موهوب اكتملت عنده كل خصائص الدبلوماسي المتميز..
** فهو من ناحية يتحدث أربع لغات برصانة عالية وإجادة تامة ما جعلت كل خطاباته الرسمية بها متجلية تتمخض عن منظومة متكاملة من السياقات والأنساق البديعة تتجاوز قشرتها اللغوية وهشاشة المضمون وسطحية اللفظ إلى ما هو أعمق وأعظم..
** أجاد اللغة الروسية فجنى الوطن من ذلك خيرًا كثيرًا ،، وأجاد اللغة الكورية ما جعل حكومة كوريا تمنحه الجنسية الفخرية وتعامله معاملة المواطن الكوري في كثير من المعاملات المدنية..
** كان ذلك سببًا كافيًا في تقلده منصب مدير المركز السوداني الكوري فترة طويلة من الزمان أفاد العلاقات بين البلدين ونجح فى خلق صلات قوية بين الشعبين في محاور مختلفة..
** ثم إجادته للغتين الانجليزية والعربية في وقت تكتظ الوزارة بسفراء قحط ((الله يكرم السامعين)) لا يجيدون الحديث حتى بلغتنا الأم على نحو ما فعلت وزيرتهم وهي تتلعثم لم يفتح الله عليها بعبارة واحدة..
** أضف إلى ذلك أن الرجل موهوب معطون في طينة الإبداع والتميز فهو صاحب قدرة استثنائية مدهشة فى التعامل مع مستويات اللغة المتعددة أفاده في كتابة القصة ،، قاص جاد صاحب أسلوب يتسم بالبساطة المحببة وانسانية الرؤية ورقة الأداء وخصوبة الخيال..
** قضى معظم حياته في الخارج لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان متجولًا في آسيا وأوروبا ما بين اليابان وكوريا وروسيا والصين ولندن..
** تلك الإمكانات المهولة والعلاقات الواسعة بكوريا وروسيا واليابان والصين ألهمت الوزير العملاق الدكتور علي يوسف الشريف وزير الخارجية الأسبق يسارع لتعيينه مديرًا للإدارة العربية ومن ثم نقله إلى الإدارة الإفريقية هنا تجلت موهبته وقدرته المدهشة وحضوره الطاغي الذكي في تجسير العلاقات بين السودان وعديد الدول في القارة السمراء قبل أن يغادرها سفيرًا للسودان لدى طوكيو..
** بالله عليكم رجل بكل هذه المواهب والخبرات والعلاقات الواسعة والتجارب المتعددة والإنجازات المتفردة أليس من الظلم والاجحاف بالوطن ألا يتم تعيينه وزيرًا للخارجية لكونه أنسب خيار يناسب طبيعة المرحلة ؟؟!!!
** فإن كان الدكتور كامل إدريس مفتونًا بالمهاجرين الذين قضوا معظم حياتهم خارج السودان فالسفير ينطبق عليه هذا الشرط تمامًا..
** وإن دكتور كامل إدريس يبحث عن وزير يجيد اللغات الأجنبية فقد وجد ضالته في الريح حيدوب الذي يتحدث أربع لغات..
** إنه السودان البلد الوحيد في الدنيا الذي لا يحترم قدرات أبنائه، لأن قادته دومًا يبحثون عن عاطلي الموهبة العاجزين عن المبأدأة ،، الفاشلين في التفكير الإبداعي خارج الصندوق..
** يا دكتور كامل إدريس هذا القلم لا تجمعه بهذا السفير أي علاقة ولم ألتق به ولم أتحدث معه مطلقًا لكني ظللت أنقب في سيرة العطاء لكل سفراء المرحلة ما بعد الفترة ((الانتقامية)) فلم أجد رجلًا يفري فريه نابغة مؤهلًا ليملأ هذا الكرسي ويفيض..
** ولو كنت مكانك لما ترددت في تعيينه لحظة فقط لأنه رجل المرحلة بتفوق..
مشاركة الخبر علي :