
*محجوب أبو القاسم* *يكتب* *جيش واحد.. شعب واحد على رصيف العودة*
عندما صعد سعادة سفير السودان بالقاهرة،ط الفريق أول ركن عماد الدين عدوي إلى قطار العودة الطوعية الذي تسيره منظومة الصناعات الدفاعية لم يكن مجرد وداع رسمي بل لحظة وطنية نادرة اختزلت شعارا عاشه السودانيون وهتف به ركاب الرحلة بعفوية وحرارة جيش واحد.. شعب واحد.
تجلى الشعار على أرصفة محطة القطار في عيون المودعين وعلى وجوه العائدين في لحظة امتزجت فيها دموع الفرح برهبة العودة ووجع الغياب الطويل.
كانت المشاهد محزنة ومبكية لكنها مفعمة بالأمل، مشهد الأطفال المتمسكين بأيدي أمهاتهم والشيوخ الذين أنهكهم الانتظار والنساء اللاتي أجهشن بالبكاء لحظة انطلاق القطار كلها تفاصيل شكلت لوحة إنسانية عميقة عكست حجم المعاناة التي عاشها السودانيون وهم يغادرون مصر عائدين إلى أرض الوطن بعد نزوح قسري فرضته مليشيا متمردة لم تترك خلفها سوى الألم والدمار.
على رصيف المحطة لم يكن الوداع مجرد إجراء بروتوكولي بل احتفاء بعودة الكرامة إلى أصحابها،الركاب لم ينسوا أن يشكروا من ساندهم ووقف بجانبهم وخصوا منظومة الصناعات الدفاعية بعبارات الامتنان والتقدير لما قدمته لهم في هذا الظرف الاستثنائي.
لم تكن هذه المبادرة الجديدة سوى حلقة في سلسلة من العطاء إذ ظلت المنظومة تسير القوافل تلو القوافل وتذلل الصعاب أمام آلاف السودانيين الراغبين في العودة، فقد نظمت أكثر من 160 رحلة برية عبر البصات نقل فيها ما يزيد على 10 آلاف مواطن في واحدة من أضخم عمليات العودة الطوعية التي عرفتها المنطقة.
واللافت أن المنظومة لم تكتفي بالجانب اللوجستي بل امتدت أياديها إلى ميادين الإغاثة والدعم المجتمعي من دعم التكايا وتوفير المأكل والمشرب إلى تجهيز الأدوات الصحية وكل ما يعين المواطن على احتمال قسوة الظروف.
لقد تجاوزت منظومة الصناعات الدفاعية مفهوم الإنتاج الحربي إلى مفهوم الأمن المجتمعي فصارت تبني بيمينها السلاح وتضمد بيسارها جراح الشعب
لا يمكن الحديث عن هذا المشروع دون أن نرفع القبعة لسعادة الفريق أول ميرغني إدريس المدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية الرجل الذي حول المستحيل إلى واقع وجعل من الجهد المجتمعي جزءًا لا يتجزأ من عقيدة المنظومة.
وكذلك التحية المستحقة للاستاذة أميمة عبد الله مديرة المسؤولية المجتمعية تلك المرأة المثابرة التي لا تعرف الكلل تعمل بصمت وبهمة عالية تقود فريقها كما النحلة وسط خلية متحركة تؤمن بأن خدمة المواطن واجب وطني لا يقل شرفا عن الدفاع عن تراب الوطن.
لقد تجسد الشعار جيش واحد.. شعب واحد ليس فقط في لحظة وداع قطار بل في كل موقف إنساني يقوده أفراد القوات المسلحة السودانية سواء في الميدان أو في الشارع في الجبهات أو في مراكز الإيواء.
إنها عقيدة راسخة بأن القوة الحقيقية للجيش لا تقاس بالسلاح فحسب بل بمدى التصاقه بقضايا شعبه.
وهكذا في لحظة صعود السفير إلى القطار هتف الجميع لن ننساكم ولن ننسى هذا الجميل.
ولنا عودة
مشاركة الخبر علي :