
محمد التجاني عمر قش يكتب: أبشروا يا أهل كردفان!
كلما ذكرت هذه المنطقة الشاسعة تبادر إلى الأذهان المقولة الشائعة " كردفان الغرة، أم خيرن جو وبرا" وهي مقولة تعكس واقعاً فعلياً؛ لأن كردفان بتنوع طبيعتها ومناخها من صحراء في أقصى الشمال إلى سافنا غنية في جنوبها، تضم أرضها المعطاءة أصنافاً من الخيرات والموارد الطبيعية فهنالك الماء والخضار والفاكهة، والثروة الحيوانية من إبل وأغنام وماشية في شمالها وغربها وجنوبها ووسطها، وهنالك الذهب والسيليكون، ومعادن نفيسة أخرى تحتويها رمال كردفان ووهادها. وكردفان هي المصدر الأول للصمغ العربي أو بالأحرى السوداني، وهي من أهم مناطق أنتاج الحبوب الزيتية مثل السمسم والفول والكركدي، والدخن والذرة، وليمون بارا ومانجو أبو جبيهة وتبلدي دار حمر ودليب الجبال.
كردفان هي موطن الجراري والمردوم والهسيس والتوية والشقليب والدوبيت، ويسيمها عشاق التراث بالبادية الغربية، مقارنة مع بطانة ود أبو سن، وهي أرض الجمال والوجه الحسن، والكرم والشجاعة، مثل كافة مناطق السودان، وهي موطن إسماعيل الولي والشيخ البرعي والمنا أبو البتول، وود دوليب والفكي الناير وتقابة القرآن، والقدح أبو خرس، وهي حلقة الوصل بين الشرق والغرب في وطننا الحبيب.
ومما حفظنا في سني الدراسة في خور طقت قول الزميل بشير محمد إسماعيل:
واستبشري يا كردفان فنعم ما ملكت يداك ونعم ما تستأهلي
ولكن كل هذا الألق الباذخ دنسته أقدام المليشيا المتمردة بمعاونة بعض الخونة من أبناء كردفان في أكثر من موقع، وعلى حين غرة من الناس، فجاسوا خلال الديار وقتلوا ونهبوا حتى الدقيق والويكة وخمارة العجين، مثلما فعل أجدادهم قبل أكثر من مائة عام في عهد الخليفة التعايشي، ومن شابه أباه فما ظلم، وقد شابه هؤلاء أسلافهم في ممارسة الظلم والعنف والتعدي على الحرمات بلا وازع أو ضمير!
هؤلاء الأوباش المناكيد والمرتزقة الذين جاءوا بهم من كل أصقاع الدنيا ومجاهل أفريقيا، لم يتركوا خضرا أو يابساً في كل مكان وصلت إليه اقدامهم القذرة، ولكنهم الآن يواجهون جيوشاً لا قبل لهم بها، جاءتهم من كل حدب وصوب وعن يمينهم وشمائلهم ومن الجو وهي تمطرهم وابلا من الحمم والقذائف فتركتهم كعصف مأكول، ومن نجى منهم من الموت خرج هائماً على وجهه يتضور من الجوع والعطش والحسرة على ما فرط في جنب الله والخلق، وهو خائف يتربص متى يأتيه الموت.
ومن البشريات لأهل كردفان أن تباشير الخريف قد بدأت واكتست أراضي كردفان حلة سندسية زاهية بفضل الله، وأخضر الفرع وامتلأ الضرع، وتفاءل الناس خيراً بأن هذا الموسم سيكون خيرا كله بعد أن جادت السماء بغيث وابل هطل، وبدأ جيشنا الباسل عمليات عسكرية ضارية سوف تكنس المليشيا من جميع أنحاء كردفان الغرة، وستعود الحسان إلى خدورها، وتفتح المدارس أبوابها، وتزدهر الأسواق، ويعود الجميع لممارسة مهنهم وأشغالهم.
ويا أهل كردفان أمرقوا المدخور وشدوا القدور لاستقبال قواتكم المسلحة والقوات المساندة لها فهي على أبواب دياركم العامرة، وكونوا قابضين على الزناد واستنفروا كل من يستطيع حمل السلاح؛ لأن عليكم حراسة الديار بكل حزم وعزم بعد تحريرها الذي بات قاب قوسين أو أدنى بفضل الله تعالى، وما النصر إلا من عند الله.
مشاركة الخبر علي :