ويبقى الود دكتور عمر كابو يكتب: إقالة المحافظ : بعد إيه ؟!
** لا أدري هل العنوان مستوحاة فكرته من أغنية العملاقين الكبيرين ((إسماعيل حسن شاعرًا والامبراطور محمد وردي ملحنًا ومؤديًا)) ؟ والتي اشتهرت بهذا العنوان:(( بعد إيه)) والتي بعض من كلماتها الهامسة:
** بعد إيه جيت تصالحني
بعد ما ودرت قلبي الكنت فيه
جيت تشكي جيت تحكي ليه
** أو أن فكرته مستوحاة من أغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ التي حملت أيضًا ذات المسمى؛؛ شادٍ بها :
** بعد إيه بعد إيه بعد إيه
أبكي عليه وأشتاق إليه
قالوا سمعنا حكايات الحبايب
اللي فارق واللي خاصم واللي غايب..
** لكني موقن بأن إقالة محافظ بنك السودان (الأسبق) برعي الصديق جاءت متأخرة لكونه المسؤول الأول عما لحق من تدهور لعملتنا المحلية مقابل العملات الأجنبية كلها بلا استثناء..
** ما يجعل لسان حال الجميع يتساءل فور إقالته أول البارحة : (( بعد إيه))؟؟؟!!!
ما من اقتصادي ناجح إلا وكان السؤال الحائر بداخله ما الذي جعل مالك القرار يرفض إقالته رغم مطالبة أقلام صادقة كثيرة كتبت ونبهت ونوهت لفشل الرجل بل لتعمده مع سبق الإصرار والترصد للإضرار بالاقتصاد الوطني معتمدًا سياسة مالية قادت لأم الكوارث وهو هذا التدهور المريع في الجنيه السوداني مقابل الدولار..
** شخصيًا كنت أول من نبه إلى خطورة الإبقاء عليه مطالبًا بإقالته جراء ما حدث ويحدث في بنك السودان من خراب طال كل السياسة النقدية في البلاد..
** حيث نبهت من أول مقال سطرته عنه وتساءلت مستفهمًا مستغربًا كيف لمحافظ بنك مركزي أن يرفض عقد إجتماع واحد مع مديري البنوك العاملة أكثر من عامين؟؟!!
** فإذا به بعد يومين من كتابة هذا المقال الذي حوى السؤال أعلاه يعقد اجتماعًا بهم وليته لم يفعل فقد جاء إليهم عدوانيًا نرجسيًا متجهمًا وتعامل معهم بعنجهية و((طاؤوسية)) كأنهم خدامًا أمام سيدهم أو طلابًا أمام مدير مدرسة يقسو عليهم..
** ونوهنا لخطورة الإجراءات اللازمة التي يجب إتخاذها لحظة تبديل العملة وقلنا أهم إجراء متبع فيها هو السرية والكتمان فإذا به يعلنها مانحًا الجميع فرصة أسبوعين سبقت عملية الاستبدال ما
منحهم سانحة المناورة والخداع..
** نتج عن ذلك خسائر مادية كبيرة نتجت عن تهريب الأموال للولايات التي تم استثناؤها من التغيير تحت دواعي الحرب التي هي بريئة من هذا الزعم..
** هذا قليل من كثير الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها الرجل وكان يمكن تداركها لو كانت إرادة الحكومة بقدر التحدي..
** أما وقد ذهب الرجل فلا حاجة لنا باجترار مخازيه إلا بالقدر الذي ينبه صاحب القرار إلي خطورة إستبطاء المعالجة في الوقت المناسب حتى لا يستفحل الأمر في مؤسسات الدولة الأخرى..
** ما يؤخذ على البرهان أنه رغم نجاحه المشهود في إدارة شأن الحرب مقدمًا نموذجًا جادًا لقائدٍ عسكري فارس قدير حكيم شجاع إلا أنه بطيء في إتخاذ القرارات السياسية الحاسمة..
** مرد الأمر إلي تعاطيه الضعيف مع الإعلام ودوره الرقابي ومايقوم به من جهد كبير في تنبيه الأجهزة الرسمية لمواطن الخلل ..فلا يصح النظر إلي الصحافة بعين السخط أو عدم المبالاة..
** فلو منح هذه الأقلام التي كتبت مطالبة بإقالة هذا المحافظ الفاشل ذرة من إهتمام لما وصل الحال إلى خروجه من أدب الحوار واللياقة واللباقة في اجتماع ضمه مع رجل في قيمة وقامة رئيس الوزراء..
** ما ينطبق على محافظ بنك السودان من تأخر في الاستجابة لمطالب الرأي العام بالإقالة ينطبق تمامًا على ما تعيشه بعض مؤسسات الدولة الأخرى من تدهور يستوجب إقالة الرجل الأول فيها..
** ومن ذلك ما حدث ويحدث في الهيئة القضائية التي تعيش أسوأ الأحوال في عهد رئيس القضاء الحالي..
** دبجنا مقالات تلو المقالات طالبنا بإقالته بعد أن عاش سادتنا القضاة في عهده أقسى الأوضاع المعيشية بلغ الأمر بقاضٍ بيع الرغيف في الأسواق..
** شرف الزمالة القانونية يفرض علينا الجهر بالدفاع عن حقوقهم فقط لأنهم رجال عدول أنقياء أطهار تجردوا في خدمة العدالة وإحقاق الحق وإقامة دولة القانون..
**منصب القاضي سيدي الرئيس البرهان يمنعه من المؤانسة والمؤاكلة مع المواطنين... فمن باب أولى يحول بينه وبين الاستدانة والتجارة وممارسة الأعمال الأخرى ولأجل ذلك يحتاجون إلى رئيس ينظر بعين الاعتبار لظروفهم حتى لا يضطرون اللجوء إلى المجتمع فإن ذلك أدعى للمحافظة ومراعاة سمعتهم الطيبة التي ما زالوا يحرصون عليها.. مقدمين أعظم تجربة عملية في القضاء العادل..
** ما ينطبق على السادة القضاة ينطبق على وكلاء النيابة العامة التي تقف على رأسها ((نائبة)) عامة أول قراراتها الخاطئة الاستعانة بكل رجالات سيء الذكر الفاسد تاج السر الحبر أفشل نائب عام عهد إليه أمر النيابة العامة..
** لذلك رغم أنه مشهود لها بالاستقامة إلا أنني لست متفائلًا بنجاحها في ظل إحاطتها برجال أثبتت فترة تاج السر الحبر أنهم أقل قامة من إعتلاء إدارات عامة في النيابة العامة..
** فمن يستشهد في حراسته إداري كبير في المؤاني البحرية مما يضطره للهروب ليلًا من بورتسودان لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يتولى إدارة عامة في النيابة العامة..
** سيدي البرهان نعلم تمام العلم أنك لن تعير حديثنا أي إهتمام إلا بعد أن يقع ((الفأس في الرأس)) مثل حدث من تخريب في بنك السودان..
** فهل نطمح بتشكيل لجنة محايدة للنظر في أحوال القضاء والنيابة العامة ،، يومها ستدرك أنك تأخرت في علاج مؤسسات عدليةعاجزة عن أداء دورها على الوجه الأكمل..
** ملحوظة: راتب وكيل النيابة لا يتجاوز ((148)) ألف جنيه وتريدون منه أن يبدع في عمله قولوا لنا بربكم كيف كيف ؟؟!!
** حسبنا الله ونعم الوكيل..
مشاركة الخبر علي :
