محمد التجاني عمر قش يكتب: شمال كردفان تصرخ... وابرهاناه!
يقال إن رجلا قدم للمعتصم ناقلا له حادثة شاهدها قائلا: "يا أمير المؤمنين، كنت بعمورية فرأيت امرأة عربية في السوق مهيبة جليلة تسحل إلى السجن فصاحت في لهفة: " وامعتصماه". فأرسل المعتصم رسالة إلى أمير عمورية قائلا له: من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. فلم يستجب الأمير الرومي وانطلق المعتصم بجيشه ليستعد لمحاصرة عمورية فمضى إليها، فلما استعصت عليه قال: اجعلوا النار في المجانيق وارموا الحصون رميا متتابعا ففعلوا، فاستسلمت ودخل المعتصم عمورية فبحث عن المرأة فلما حضرت قال لها: هل أجابك المعتصم قالت: نعم".
إن ولاية شمال كردفان تشهد هذه الأيام انتشارا كثيفا لقوات المليشيا التي روعت المواطنين وزعزعت أمنهم ونهبت ممتلكاتهم وبلغت بها الجرأة حداً حتى اغتالت أحد زعماء الإدارة الأهلية، وهو الشهيد الأمير سليمان جابر جمعة سهل مع عدد من وجوه القوم بدم بارد وغدر واضح في مدينة المزروب ظهر الجمعة الماضية! وهذا بكل تأكيد حادث بشع لا يمكن أن يمر من دون موقف يكيل الصاع صاعين لهذه الفئة الباغية التي تدعمها دولة الشر وقد جعلت من نفسها كلب صيد ينفذ أجندة الصهيونية في المنطقة.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر نود القول بأن شمال كردفان تئن الآن تحت وطأة التعديات السافرة التي تقوم بها المليشيا على المواطنين العزل الذين يمشون في مناكب الأرض سعيا وراء أرزاقهم من رعي وزراعة وتجارة؛ ولكن عناصر المليشيا تحول دون ذلك كله باستخدام الأسلحة الثقيلة والعنف المفرط، مستعينة بعيونها من حثالة قحت وأحزاب الخراب وعلى رأسها حزب الأمة والمؤتمر السوداني وأراذل اليساريين والعروبيين الخونة بعدما فقدوا البوصلة وساروا في ركاب التمرد بلا وعي ولا أخلاق ولا وازع وطني أو اجتماعي، بحجة أنهم إنما يحاربون الفلول بزعمهم؛ ولهذا السبب نود توجيه نداء عاجل للفريق البرهان رئيس مجلس السيادة مطالبين سيادته وأركان حربه باتخاذ كافة التدابير اللازمة لإخراج المليشيا من هذه الولاية التي ذاقت الأمرين من ويلات الحرب التي تشنها المليشيا في غرب البلاد.
وبهذا نذكر سيادة البرهان بما فعل المعتصم عندما سمع نداء امرأة مسلمة في عمورية فسير لها جيشا خلصها من قبضة العلوج. وأهل شمال كردفان وهم يرسلون هذه الصرخة يعلمون أن الجيش هو حامي حمي الوطن الذي يذود عن مواطنيه، ولا نقول لسيادته اذهب أنت وجيشك فقاتلا لتخلص أهل الولاية من جرائم المليشيا البشعة، بل نقول له نحن للوطن الفداء، ومتما طلبت منا الاستنفار ستجدنا "صناديد حارة" لا يروعنا الفناء، وكل ما نريده هو قوة عسكرية تدرب شبابنا على استخدام السلاح وفنون القتال وسيرى العدو بأسنا في ساحات الوغى، فهلا أجبت صرخة أهلك كما فعل المعتصم؟
مشاركة الخبر علي :
