حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: صمود القوات المسلحة... بين نار المعارك وإرادة الوحدة الشعبية
في وقتٍ تتشابك فيه الخيوط السياسية والعسكرية، وتشتدّ الأزمات على المواطن السوداني، يبرز صمود القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها كركيزة أساسية في معادلة الاستقرار الوطني. فبعد أكثر من ثلاث سنوات من المواجهات المتواصلة، ومع استمرار الهجمات الجوية بالطائرات المسيّرة التي تشنها قوات الدعم السريع على العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى، يظل السؤال حاضرًا:
هل ستواصل هذه القوات مسيرتها رغم التحديات الجسيمة؟
هجمات تستهدف الوطن والمواطن
شهدت البلاد مؤخرًا موجة من التصعيد الخطير تمثلت في استهداف مباشر للبنية التحتية الحيوية، من خزانات المياه إلى المطارات ومحطات الكهرباء والطرق الرئيسية. هذه الاعتداءات لم تكن مجرد أعمال عسكرية عابرة، بل جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى إنهاك الدولة وشلّ الخدمات العامة وإضعاف تماسك المجتمع.
فكل ضربة على محطة كهرباء، أو مرفق مدني، هي في حقيقتها استهداف لحق المواطن في الحياة الكريمة والأمان. إنها حرب على لقمة العيش قبل أن تكون حربًا على السلطة أو النفوذ، ومحاولة لإخضاع الشعب السوداني عبر الضغط على احتياجاته الأساسية.
إيمان الشعب... وراية الوحدة الوطنية
ورغم كل هذه المحاولات لزعزعة الداخل، يثبت الشعب السوداني مرة بعد أخرى أن الإيمان بوحدة الوطن أقوى من رياح الفتنة. فعودة المواطنين إلى بعض المناطق المتضررة، واستمرار مبادرات التكافل الاجتماعي، وإصرار الشباب على العمل رغم الخطر—all تؤكد أن السودان لا يزال يملك عناصر الصمود الحقيقية.
هذا الإيمان ليس مجرد شعور، بل فعل يومي يتجسد في صبر الأمهات، وشجاعة الآباء، وإصرار الأجيال الجديدة على الدفاع عن الوطن في كل موقع.
فالوحدة اليوم ليست شعارًا، بل سلاحًا معنويًا يصنع المعجزات في وجه محاولات التفرقة والانقسام.
الإعلام... رأس رمح الصمود السوداني
لا يمكن الحديث عن الصمود دون التوقف عند الدور المحوري للإعلام الوطني، الذي يمثل رأس الرمح في معركة الوعي والتنوير. ففي زمن تختلط فيه الحقائق بالإشاعات، والخطاب الوطني بالتضليل الخارجي، تصبح الكلمة الصادقة خط الدفاع الأول عن الوطن.
الإعلام السوداني اليوم مطالب بأن يُعلي من صوت الحقيقة، ويُعزز من حضور صوت المواطن، وأن يفضح الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين والبنية التحتية.
فالمعركة ليست فقط في الميدان، بل أيضًا في عقول الناس وضمائرهم.
السودان... وطن لا يُهزم
إن صمود القوات المسلحة والقوات المساندة لها هو صمود أمة بأكملها. معركة السودان اليوم ليست فقط ضد من يرفع السلاح، بل ضد كل من يحاول طمس هوية هذا الوطن وتاريخه ومستقبله.
وبين جبهات القتال، وساحات الإعلام، وميادين الوعي الشعبي، يولد الأمل من جديد بأن السودان قادر، بشعبه وجيشه ووحدته، على صدّ أي عدوان، مهما طال الزمن.
فسيظل السودان، بجيشه وشعبه، وطنًا لا يُهزم... ومهما طال الليل، ففجر الوحدة قادم لا محالة.
مشاركة الخبر علي :
