حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: حصار الفاشر... التحديات الأخيرة
تعيش مدينة الفاشر هذه الأيام واحدة من أعقد المراحل في تاريخها الحديث، حيث تتقاطع فيها الحسابات العسكرية مع الأبعاد الإنسانية والسياسية. فالمعارك الدائرة بين القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتمردة لم تعد مجرد اشتباكات في أطراف المدينة، بل أصبحت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على الصمود، ولتماسك الجبهة الداخلية في وجه مشروع التفكيك والفوضى.
رغم كثافة النيران ومحاولات العدو المستمرة للتوغل، فإن القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها أثبتت أن الفاشر ليست ساحة عادية، بل هي بوابة الصمود، ومركز الثقل الاستراتيجي الذي لا يمكن التهاون في الدفاع عنه. فقد تعامل الجيش بعقلانية وانضباط، واضعًا نصب عينيه أمن المواطن قبل أي حسابات أخرى، فكان القتال دقيقًا ومدروسًا، يوازن بين الردع والحفاظ على الأرواح.
المشهد في الفاشر لا يُقرأ عسكريًا فقط، بل وطنيًا أيضًا. فصمود المدينة يعني بقاء السودان موحدًا، ووعي الإنسان فيها هو السلاح الأقوى في مواجهة التضليل الإعلامي ومحاولات زرع الخوف. أبناء الفاشر أظهروا شجاعة لافتة، إذ تحولت البيوت إلى حصون صبر، والنساء إلى رموز إيمان، والأطفال إلى صوت الأمل الذي يرفض الهزيمة.
إن التحديات التي تواجهها الفاشر اليوم ليست فقط في الميدان، بل في معركة الوعي والموقف، حيث يحاول البعض تصوير المعركة على أنها نزاع محلي، بينما هي في حقيقتها معركة سيادة وهوية، تُرسم على تراب دارفور، وتُقرأ في ضمير كل سوداني.
بشرى: إنسان الفاشر الآن في أمان، والاشتباكات بين الجيش والمليشيات ما زالت مستمرة. وتتمتع قواتنا المسلحة السودانية والقوات المساندة لها بعقلية واستراتيجية حربية راسخة، استطاعت بها أن تفرض السيطرة وتؤمّن المدينة رغم التحديات.
نُمني من كل أبناء السودان الدعاء والتضرع إلى الله لنصرة فاشر السلطان، ولحفظ جنودنا الأبطال الذين يسهرون على أمن البلاد. فالفاشر اليوم لا تمثل نفسها فحسب، بل تمثل كبرياء أمة بأكملها تواجه العدوان بالإيمان، والصبر بالثبات، والخوف بالرجاء.
كلنا السودان... كلنا الوطن الذي لا يُباع وإن غالوا في الثمن.
الله أكبر، الله أكبر، ولا نامت أعين الجبناء.
مشاركة الخبر علي :
