حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: المخترعون السودانيون... مستقبل السودان القادم
في خضم التحديات التي يمر بها وطننا الحبيب، يظل الأمل متجددًا في عقول وسواعد أبناء السودان الذين لم يعرفوا الاستسلام، بل جعلوا من الصعوبات وقودًا للإبداع، ومن الأزمات طريقًا للابتكار.
المخترعون السودانيون اليوم هم بذور المستقبل التي ستثمر غدًا نهضة وطنية حقيقية، لأن الأمم لا تُبنى بالسلاح وحده، بل بالعقل المبدع والفكر الخلّاق الذي يحوّل المستحيل إلى ممكن.
من معامل الجامعات إلى الورش الصغيرة، ومن عقول الشباب في القرى والمدن، يولد كل يوم إنجاز جديد يثبت أن السوداني قادر على المنافسة والريادة متى ما وجد البيئة الداعمة والرعاية الصادقة.
وفي هذا الإطار، شهدت ولاية نهر النيل لقاءً مهمًا جمع وفد المخترعين السودانيين برئاسة الأمين العام للمخترعين السودانيين، الباشمهندس خالد سيف الدين مجتبي، بالسيد وزير الاستثمار بالولاية.
وخلال اللقاء، قدّم الوفد عرضًا شاملًا لعددٍ من المشروعات والابتكارات التي يمكن أن تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد الوطني وتعزيز الصناعات المحلية القائمة على المعرفة والتكنولوجيا.
وأشاد وزير الاستثمار بما طرحه المخترعون من أفكار عملية وبما يمتلكونه من روح وطنية عالية، مؤكدًا حرص الوزارة على توفير الدعم والرعاية اللازمة لتحويل تلك الأفكار إلى مشروعات إنتاجية تسهم في خدمة المواطن والتنمية المستدامة.
وقد عبّر الباشمهندس خالد سيف الدين مجتبي عن تقديره لتفاعل حكومة الولاية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل بداية فعلية لمرحلة جديدة من الاستثمار في العقول السودانية، التي طالما كانت مصدر فخر للوطن في المحافل الإقليمية والدولية.
هذا اللقاء يعكس بوضوح أن السودان يمتلك عقولًا قادرة على صناعة التغيير، فقط تحتاج إلى من يثق بها ويفتح أمامها الأبواب.
جيل المخترعين هو جيل الأمل، جيل يرى في الوطن ميدانًا للابتكار لا للهجرة، وفي العمل طريقًا للنهضة لا مجرد شعار.
صندوق وطني للابتكار... ضرورة المرحلة
لقد آن الأوان أن نترجم الإيمان بالمبدعين إلى أفعال، عبر تأسيس صندوق وطني لدعم الابتكار والمخترعين السودانيين، يكون مظلة تجمع الطاقات العلمية وتوفر التمويل والرعاية والتدريب اللازم لتحويل الأفكار إلى مشاريع واقعية تخدم المواطن وتدعم الاقتصاد الوطني.
فالعقول السودانية لا تقل عبقرية عن أي عقل في العالم، لكنها تحتاج فقط إلى من يمنحها الثقة والفرصة.
ليكن هذا الصندوق بدايةً لعهدٍ جديد تُكرّم فيه العقول كما تُكرّم البطولات، لأن من يخترع إنما يقاتل بعقله في سبيل الوطن.
كلنا السودان... كلنا المستقبل.
الله أكبر... ولَا نامت أعين الجبناء.
مشاركة الخبر علي :
