د.سعاد فقيري تكتب: بصمة شرف للمرأة السودانية.. مهيرة وعازة السودان.. وآسيا فاشر السلطان.
في تاريخ السودان الممتد بين الجراح والمجد، تتلألأ أسماء نساء كتبن بدمائهن فصول البطولة.
كانت مهيرة بنت عبود أول من نادت بالكرامة، وكانت عازة السودان رمزًا للعزة والشموخ، وها هي آسيا، مراسلة الحق، تلتحق بركبهن في فاشر السلطان، لتُسطّر بدمها شهادة شرف لا تُشترى ولا تُنسى.
آسيا لم تكن تحمل سلاحًا من نار، بل كانت تحمل قلمًا وكاميرا وضميرًا حرًا، واجهت الخطر بابتسامة، وخرجت إلى الميدان لا لتنال مجدًا شخصيًا، بل لتروي للعالم وجع الوطن وصرخة الإنسان. كانت تعلم أن الكلمة قد تكون هدفًا، ومع ذلك تقدمت، فصارت رمزًا لجرأة الصحافة الإنسانية، ولأنوثةٍ لا تنكسر أمام الرصاص.
في فاشر السلطان، حيث تختلط دموع الأمهات بتراب الأرض، سقط جسدها الطاهر، لكنه أيقظ فينا روحًا وطنية جديدة — روحًا تقول إن المرأة السودانية لم تكن يومًا متفرجة على المآسي، بل كانت في قلبها، تصنع المعنى وتحمي الحقيقة.
من مهيرة التي حرضت على القتال، إلى عازة التي رفعت راية العز، إلى آسيا التي اختارت طريق الشهادة من أجل الحقيقة…
يمتد خيطٌ ذهبيّ من الكبرياء، يغزل منه السودان وشاحه الأبدي.
آسيا لم ترحل:
هي الآن في كل مراسلة تجازف من أجل الحقيقة،
وفي كل أمٍّ تخبئ دموعها لتبتسم لأطفالها،
وفي كل فتاة تحلم بوطنٍ آمنٍ حرٍّ جميل.
رحلت آسيا جسدًا، وبقيت بصمة شرفٍ على جبين الوطن.
ستظل فاشر السلطان تروي حكايتها للأجيال:
أن هناك امرأةً سودانية، حملت الكلمة كسيف، وسقطت واقفة كالنخيل.
كلمة وفاء:
من أسرتها وزميلاتها الإعلاميات
إلى روح آسيا الطاهرة، نبعث سلامًا من القلب، ونقسم أن تظل رسالتها حية فينا:
أن تكون الكلمة شجاعة، والصورة صادقة، وأن لا يخمد صوت الحق مهما اشتد الخطر.
نم قريرة العين يا آسيا، فقد نلتِ المجد مرتين — مرة بالعمل، ومرة بالشهادة.
مشاركة الخبر علي :
