حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: الحرب العلنية على السودان
الحرب التي فُرضت على السودان لم تكن مجرد صراع داخلي، بل هي حرب عالمية معلنة تتخذ من مليشيات الدعم السريع واجهةً لتنفيذ مخططات دولية خفية. فهذه المليشيا التي أشعلت نيران الحرب منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ما هي إلا أداة بيد قوى خارجية طامعة في ثروات السودان وموقعه الاستراتيجي الفريد في قلب القارة الأفريقية.
لقد كانت أطماع تلك الدول واضحة منذ عقود، لكن هذه المرة جاء التنفيذ عمليًا عبر وكلاء محليين يبيعون الوطن بثمن بخس. فالسودان بثرواته المعدنية والزراعية والنفطية، وبموقعه الجغرافي الذي يربط بين البحر الأحمر وعمق أفريقيا، يمثل جائزة كبرى في نظر القوى المتربصة.
ويتمتع السودان بثروات طبيعية هائلة ومتنوعة قلّ أن تجتمع في بلد واحد، من أراضٍ زراعية خصبة تمتد على ملايين الأفدنة، إلى ثروات معدنية ضخمة تشمل الذهب واليورانيوم والنفط والنحاس والكروم والحديد، إضافة إلى مياهٍ وفيرة من الأنهار والآبار الجوفية. كما يمتلك السودان ثروة حيوانية وزراعية تعد من الأكبر في القارة الأفريقية، إلى جانب ثروة بشرية واعية ومتعلمة قادرة على النهوض بالبلاد متى ما توفرت لها بيئة مستقرة وآمنة. هذه المقومات تجعل السودان دولة مؤهلة لتكون من أغنى وأقوى الدول في المنطقة إذا استُغلت موارده بإدارة وطنية رشيدة.
واليوم، وبعد أن تكشفت خيوط المؤامرة، آن أوان الصحوة الوطنية الكبرى، التي تتجسد في الوعي الوطني الصادق. فالسودان لا يحتاج سوى إلى شعبٍ يدرك حجم المخاطر التي تُحاك ضده، ويقف صفًا واحدًا خلف جيشه ومؤسساته الوطنية، مدفوعًا بالانتماء الصادق للأرض والتاريخ والمستقبل. إن الوعي الوطني هو السلاح الأقوى في مواجهة حملات التضليل الإعلامي والمشروعات الأجنبية التي تسعى لتمزيق وحدة البلاد ونهب ثرواتها.
إن استهداف مدينة الفاشر ليس سوى حلقة من مسلسل طويل يستهدف كل ولايات السودان، فالمخطط واحد والغاية واحدة: تمزيق البلاد والسيطرة على مقدراتها.
لكن السودان الذي صمد في وجه الغزاة عبر التاريخ، سيبقى عصيًا على الانكسار، بفضل وحدة أبنائه، ووعيهم الوطني، وإرادتهم الصلبة التي لا تنكسر.
الإعلام الوطني ودوره:
في خضم هذه الحرب المركبة، يبرز دور الإعلام الوطني كخط الدفاع الأول في معركة الوعي. فالكلمة الصادقة لا تقل قوةً عن الرصاصة، والإعلام الحر الشريف هو منبر المقاومة الفكرية ضد التضليل والتزييف. على الإعلاميين الوطنيين أن يتحملوا مسؤوليتهم التاريخية في كشف الحقائق، ودحض الأكاذيب، وتوحيد الصف الوطني خلف مشروع الدولة، وأن يكونوا صوت المواطن وضمير الوطن.
إن الإعلام الوطني الحقيقي لا يُدار من الخارج، ولا يبيع المعلومة لمن يدفع أكثر، بل يُوجَّه بقيم الانتماء والصدق والولاء للوطن. ومن هنا، فإن معركة الإعلام لا تقل أهمية عن معركة الميدان، فكلاهما يحميان حدود السودان — أحدهما بالسلاح، والآخر بالكلمة الواعية المسؤولة.
رسالة إلى شباب الوطن:
أنتم عماد الحاضر وصُنّاع المستقبل، عليكم أن تحملوا راية الوعي الوطني، فالوطن لا يُحمى بالسلاح وحده، بل بالفكر والإدراك والإيمان الراسخ بقضيته. كونوا درع السودان الواعي، وازرعوا في كل بيتٍ روح الانتماء واليقظة، فبكم تُصان الأرض، وبوعيكم يُهزم المشروع الأجنبي، وبإرادتكم يُبنى السودان الجديد.
كلنا السودان… كلنا الوطن الذي لا يُباع وإن غالوا في الثمن.
الله أكبر… الله أكبر… ولَا نامت أعين الجبناء.
مشاركة الخبر علي :
