*محجوب ابوالقاسم* *يكتب* *هدنة ملغومة.. ورسائل للرئيس البرهان*
تداولت الاسافير هذه الأيام أنباء عن قرب الإعلان عن هدنة لمدة ثلاثة أشهر بين الجيش ومليشيا الدعم السريع. المتابع الحذر يعلم أن مصدر كثير من هذه الشائعات غرف تابعة للمليشيا أو لصانعي الفوضى وهدفها واضح ضرب الصلة المقدسة بين الجيش والشعب وتسهيل مرور مشروع الماجورين والخائنين لتثبيت وجودهم.
إن مجرد التفكير في قبول هدنة من هذا النوع في الوقت الراهن يعني عمليا منح المليشيا اللعينة فسحة للتنفس وفتح الباب أمام إعادة تموضعهم وتجميع السلاح والذخائر داخل المدن والقرى فالتجربة المريرة منذ مايو 2023م تثبت أن هذه المليشيا القتلة لا تلتزم بأي اتفاق ولا تقبل الضمانات وتتعامل مع الهدنات كتكتيك لا كحل.
جيشنا وبدعم القوات المشتركة والشرطة والمخابرات وبتضافر المقاومة الشعبية والمجاهدين والمستنفرين أثبت قدرته على استعادة الموقف وإعادة الأمن إلى مدننا وأحيائنا ولولا تضحيات هذه القوى لما طردت المليشيا من قلب العاصمة ولا انقذت أحياء وقرى ومدن من التهجير وعمليات السحل والذبح التي ارتكبتها هذه العصابات وتم تشتيت المليشيا إلى دارفور وكردفان وهو قادر على طردها ايضا من هذه المدن العزيزة.
سيادة الرئيس البرهان الشعب وقف معك في كل المحن لأنك اثبت انك قائد ملهم، ولكن الصمت عن هذه الجرائم أو القبول بهدنة ملغومة سيكون إهانة لكرامة ضحايانا ووصمة خيانة لا تغتفر.
سيادة الرئيس البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام لجيشنا الباسل الشعب السوداني اليوم يراقب بخوف وحذر عندما تبدي إشارات تتناقض مع حديثك السابق ضد التفاوض مع هذه القوى المتمردة كما حدث في سئية الذكر أمريكا.
الهدنة ليست مسألة تقنية بحتة بل قرار مصيري ينعكس مباشرة على دماء المدنيين وعلى كرامة الأمة فياسيادة الرئيس لاتضعف جيشك وشعبك بقرارات ليس منها جدوى.
سيادة الرئيس البرهان اصرف ،،البركاوي،، كما فعلها المشير البشير فك الله أسره لكل من يريد التدخل في شأننا وانتهاز الفرص لنهب ثروات البلاد أو خلق ترسانة في مطاراتنا ومدننا باسم "التهدئة".
سيدي الرئيس لا تسمح أن تُستغل اسم الإنسانية لتبرير تكريس وجود المتمردين في المدن والقرى، ولا تسمح بأن تُستغل الهدنة لتثبيت مواقع قاتلة أو لفتح أبواب لتدخلات خارجية تخدم مشاريع لا تمت إلى مصالح الوطن بصلة.
سيادة الرئيس الشعب لا يريد مجرد وعود بل يريد موقفا حاسما يرد على الخيانة ويحمي المواطنين من مزيد من السحل والتهجير والتنكيل.
سيادة الرئيس البرهان نريد ان نسمع منك قرارات تزلزل بها عرش الخونة والماجورين، افعلها اليوم قبل الغد
فأعلن الاستنفار والتعبئة العامة تحسبا لأي سيناريو يهدد الأمن القومي.
عودة كل المفصولين ظلما من الجيش والشرطة والمخابرات فالوطن في أمسّ الحاجة لكل كفاءاته.
تشديد الحصار على قنوات التمويل والدعم للمليشيا وفضح كل من يسعى ليكون شريكا في الجريمة أو يمول مشروع الماجورين وتكثيف الاتصالات مع دول وقفت معنا وتوسيع شبكة الدعم الدبلوماسي والعسكري لقطع الطريق على أي محاولة لشرعنة الهدنة لصالح المليشيا، فتوجه عاجلا إلى روسيا والصين وتركيا وقطر وكل من وقف معنا في محنتنا.
سيادة الرئيس إذا فعلت ذلك واتخذت قرارات حاسمة تظهر قوة الدولة وأولوية حماية المواطنين، فسيجدون فيك القائد الذي يستحق الإيمان به أما التردد أو الإشارات الخاطئة فستضعف الأرض تحت قدميك وتمنح خصوم الوطن فرصة لاستغلال الفراغ وستجعل من الهدنة هدنة ملغومة تسجل في التاريخ كصفقة خيانة ضد دماء شعبنا ولن تجد أرضا ولا شعبا لتحكمه.
فاللحظة الان لحسم عسكري وسياسي واضح لا لهدنة تنقح مجازر وتشرعن وجود القتلة، ولا لمناورات تضيع كرامتنا الشعب والجيش صف واحد ومعك صبر لا حدود له لكنهم أيضا يطالبون بقيادة تقطع الشك باليقين وترد على الخيانة بحزم لا يلين.
والله وراء القصد.
ولنا عودة.
2 نوفمبر2025م
مشاركة الخبر علي :
