محمد التجاني عمر قش يكتب: إلا الهدنة يا سعادتك!
فديتك بالروح يا موطني
وأعليت فوق ذراك الهمم
وأقسمت ألا يكون لعمري
ببعدك إلا الفنا والعدم
" فواغي القاسمي"
ألم يقل شاعرنا الفحل حسين باذرعة مثل هذا القول في قصديته "أرضنا الطيبة" التي شدا بها الأستاذ عثمان حسين، وجاء فيها:
أفديك بالروح
يا موطني
فأنت دمي
تراث الكرام
وسفر كفاح
روته الحقب
والأوطان ليست مجرد رقعة جغرافية نقيم بها لبضع سنين ثم نرتحل، بل هي مراتع الصبا ومهد الأمجاد الذي لا ينبغي التفريط فيه مهما تكالبت علينا الأمم ورمانا الدهر بالأرزاء وتنكر لها الصديق قبل العدو. ونحن في السودان من أكثر شعوب الأرض تمسكا بأرضنا ومن أراد التأكد من ذلك فليراجع ديوان الأغنية السودانية التي احتفت بالوطن حتى جعلته وطن النجوم، وكما قال الفيتوري:
أبدا ما هنت يا سوداننا يوما علينا
ولن يهون علينا ما دام فينا قلب ينبض، ونحن على استعداد لنفديه بالروح، ولماذا نرضى من الدنيا بالدنية؟ فقد تداولت وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي البارحة أنباءاً عن هدنة إنسانية اقترحها مبعوث الرئيس الأمريكي مسعد بولس بلهجة آمرة تستفز مشاعر الشعب السوداني، مفادها أن على السودان والمليشيا قبول هدنة لمدة ثلاثة شهور، وطالما ان المقترح قد جاء من أمريكا فذلك يعني أن دويلة الشر تختبئ خلف الشيطان الأكبر لتمرير أجندتها في السودان، وهذا سبب كافي في حد ذاته لرفض المقترح، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!
لقد ضحى الشعب السوداني بالكثير من الأنفس والثمرات والعروض وهو يدافع عن وطنه العزيز ضد الهجمة البربرية التي تشنها قوى البغي باستخدام مليشيا آل دقلو الإرهابية، وشعبنا على استعداد تام للتضحية بالمزيد حتى لا نفقد شبرا واحدا من وطن النجوم، ولا يمكن أن نرضى بالتعايش مع نفايات إفريقيا من عرب الشتات ومرتزقة كولمبيا وغيرها من الدول التي توفر المرتزقة لغزو السودان خدمة للصهيونية العالمية والدول الطامعة في مواردنا الطبيعة وتسعى لتركيع الشعب السوداني وإذلاله باستخدام السلاح والعنف المفرط والقتل، فقتلانا شهداء يستحقون منا السير في ركابهم حتى نلقى الله شهداء أو ننتصر على العدو الغاشم.
ومن هذا المنطلق نهيب بقيادة القوات المسلحة ورئاسة مجلس السيادة عدم الركون لمثل هذه الخطط التي يبدو من ظاهرها أنها ترمي لإحلال السلام ومساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة الماحقة بينما تنطوي على مكر تزول منه جبال التاكا وجبل مرة، وهذا المسعى يجب أن يرفض ضربة لازب.
وما نحن بالذين يرضون الذل، بل نحن من نفر علموا الجبل الثبات، وقد رأينا كيف ضحى شبابنا بأرواحهم خلال هذه الحرب دفاعا عن الوطن فلماذا لا نستمر حتى نطهر ترابنا كله من دنس المرتزقة والأوباش.
سودانا الأرضو مليون ميل
بدور فرسان ملبسة بالدروع والخيل
يقنعوا عازة قبل دموعها تجري تسيل
يفرجوا الفهم ويزيلوا الغم ويشدوا الحيل
سعادته البرهان لا نحسب أنك ستوافق على الهدنة المقترحة، فقد عهدناك رجلا تهون عليه الصعاب، وإذا أردت العون فتوكل على الله واستنفر شعبك، وإن كان لابد من مساعدة خارجية فوجهك طائرتك صوب إسطنبول أو موسكو، وأعلم أن العلاقات الخارجية تحكمها المصالح.
مشاركة الخبر علي :
