حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: اعلامنا الوطني
في مواجهة الاستهداف
يتعرّض السودان في هذه اللحظات لهجمات إعلامية شرسة، هدفها تعطيل المسيرة الوطنية، تدمير الدولة، وتفكيك الهوية السودانية. ما نواجهه اليوم ليس مؤامرة عابرة، بل حرب معلوماتية منظمة تستخدم منصات ضخمة وأدوات عالية الكفاءة — ومن بينها الذكاء الاصطناعي — لإنتاج مواد مضلِّلة، يصحبها تضخيم للشائعات، واختراق للمجموعات، وعمليات استهداف ممنهجة لأصوات الحق.
لم يعد السلاح وحده كافياً لتحديد مسار المعركة؛ الكلمة أحياناً تكون أشد فتكاً. الكلمة القاتلة تقتل الأمل، تزرع اليأس، وتفرّق بين الناس. لهذا صار الإعلام هدفاً أساسياً: إخماد صوت الحقيقة، وتقويض ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة ومقاومته.
أيها الإعلاميون:
وحدتكم ضرورة وطنية. تنسيق الخطاب المهني الموحد يضع حداً للتشظي ويصعب على الحملات المضللة أن تزرع الفتنة.
المهنية أولاً: تحققوا من المصادر قبل النشر، راجعوا الحقائق بعناية، لا تسمحوا لمعادٍ أن يستخدمكم منصة لنشر الأكاذيب.
الأمان الرقمي مهم جداً: قوموا بتأمين حساباتكم، واحذروا الروابط والملفات المشبوهة، واستخدموا قنوات تشفير عند الحاجة.
قوموا بتثقيف الجمهور: اشرحوا أساليب التضليل، علّموهم كيف يتحرّون المعلومة، وضعوا أدوات كشف الأكاذيب في متناولهم.
انسجموا مع الضمير الوطني دون التخلي عن الحياد المهني: الدفاع عن الوطن لا يعني الانحراف عن مبادئ الصحافة، بل يعني أن تكون الكلمة مهنية وواعية ومبنية على حقائق.
التاريخ يعلمنا — كما نقرأ من سير الأنبياء والصحابة — أن المواجهة ليست فقط قوةً في الساحة، بل دهاءً ووعيًا في الكلمة.كما كانت فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم علّم أنه امر احد الصحابه وقال له اذهب خذل عنا.فان الحروب خدعه أحياناً، وأن الصدق واليقظة ضروريان أمام من يختبئون بين الناس. اليوم نحتاج إعلاماً يخذل العابثين بالمجتمع، ويقف مع قواتنا المسلحة في حفظ الوطن، دون أن يتحوّل إلى أداة ترويع أو تحريض.
في هذه اللحظة الحساسة، مسؤوليتنا جميعاً — إعلامياً، شعبياً ورسمياً — هي أن نحمي السودان بكلمة صادقة، بتعاون متماسك، وبإيمان بأن الحقيقة أقوى من أي صناعة تزوير. وحدتنا الإعلامية صمام أمان لوعي الأمة ودرعٌ يحفظ مستقبلها.
الاثنبن 3نوفمبر،2025
مشاركة الخبر علي :
