حديث الساعة إلهام سالم منصور تكتب: الوزير الإنسان: د. هيثم محمد إبراهيم نموذج للقيادة المتواضعة والواعية

في زمنٍ تكثر فيه الألقاب وتقلّ المواقف، يبرز من بين المسؤولين قلة من الرجال الذين يترجمون المسؤولية إلى فعلٍ إنساني، ويجعلون من المنصب وسيلة لخدمة الناس لا وسيلة للوجاهة أو الظهور. ومن بين هؤلاء يسطع اسم سعادة وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم، الذي استحق بجدارة لقب "الوزير الإنسان"، ليس من باب المجاملة، بل من واقع المواقف والمبادرات التي تؤكد أن الإنسانية لا تزال حاضرة في قلب بعض المسؤولين.
عرفناه دائمًا متواضعًا، قريبًا من المواطنين، لا يتردد في تلبية النداء أينما كان، ولا يعرف في قاموسه كلمة "انشغال". لقد أثبت، بالممارسة لا بالقول، أن خدمة الناس هي أعظم تكليف، وأن الطبيب حين يكون وزيرًا لا يتخلى عن إنسانيته، بل يضاعف إحساسه بآلام الآخرين.
ومن المواقف التي لا تُنسى، اتصلت به ذات يوم في شأن إنساني عاجل، ولم يُجب على المكالمة في حينها، فأرسلت له رسالة قصيرة أقول فيها: السلام عليكم ورحمة الله. وبعد ساعة واحدة فقط، ردّ عليّ باتصالٍ مباشر، دون أن يعلم من المتصلة، معتذرًا بكل أدبٍ واحترام، موضحًا أنه كان يشارك في مؤتمرٍ خارج البلاد. ذلك الموقف الصغير في ظاهره، الكبير في معناه، يعكس حجم التواضع والاحترام الذي يحمله هذا الرجل للناس جميعًا، مهما كان موقعهم أو مكانتهم.
واليوم، يؤكد الوزير الإنسان مرة أخرى جوهره الأصيل ومعدنه النبيل، حين استجاب على الفور لنداء والدة الزميل مبارك سحمي، وهي مريضة تحتاج إلى عملية قلب كبيرة وعاجلة. لم يتأخر، ولم يطلب إجراءات، بل بادر في نفس اليوم بالتبرع بنصف قيمة العملية من ماله الخاص، في موقفٍ إنسانيٍ نادر يلامس القلب ويعيد الثقة في أن بيننا من لا يزال يرى في المنصب وسيلة للعطاء لا للترف.
هذه ليست المرة الأولى التي يسجل فيها الدكتور هيثم مواقف إنسانية مشرفة، فقد ظلّ طوال فترته الوزارية قريبًا من الناس، حاضرًا في المستشفيات، متابعًا لأدق التفاصيل، يزور المرضى بنفسه، ويتفاعل مع قضايا المواطنين دون وسيط أو حواجز. إنه نموذج للوزير الذي جمع بين كفاءة الطبيب، وضمير الإنسان، ومسؤولية القائد.
في ظل الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها السودان، وما يواجهه القطاع الصحي من تحدياتٍ جسيمة، يظل د. هيثم محمد إبراهيم أحد الأعمدة التي تبعث الأمل في إصلاح المنظومة الصحية، بفضل حكمته وواقعيته، وبالنهج العملي الذي يجمع بين التخطيط الميداني والإحساس الإنساني.
لذلك، نقولها بكل صدق:
إن اللقب الذي يستحقه بحق هو “الوزير الإنسان”، لأن الإنسانية لا تُمنح بالألقاب، بل تُكتسب بالمواقف والمبادرات التي تبقى في ذاكرة الناس وتلامس وجدانهم.
له منا التحية والتقدير، ولكل مسؤولٍ مثله يسعى لأن يترك أثرًا طيبًا في حياة الآخرين، لا أن يترك بصمة على كرسي المنصب.
الاثنين 4نوفمبر2025
مشاركة الخبر علي :
