د.سعاد فقيري يكتب: رحيل النور الهادئ... الفقد الكبير للشيخ عبدالغفار عبدالكريم طه
بقلوبٍ يعتصرها الحزن وألسنةٍ تلهج بالدعاء، نودّع اليوم أحد أعمدة الفضيلة والتواضع، الشيخ الخلوق عبدالغفار عبدالكريم طه، الذي مضى إلى جوار ربه بعد رحلةٍ من البذل والعطاء والإيمان، تاركًا خلفه سيرةً طيبة وذكراً عاطراً بين الناس.
إنه الفقد الذي لا يُعوّض، والفراق الذي يوجع القلب ويغرس فينا مرارة الغياب، لكننا نحتسبه عند الله من الصالحين، سائلين المولى أن يجزيه خير الجزاء على ما قدّم وأحسن.
الشيخ عبدالغفار هو ابن الشيخ عبدالكريم طه، أحد أعلام التعليم والدين في قرية رومي البكري، الذي علّم أجيالاً وراء أجيال، وسار على نهجه المبارك تلميذًا للعلامة الشيخ أحمد وديدي. وورث عنه الابن الخصال الكريمة والهمة العالية، فكان مثالاً في الزهد، والبساطة، والخلق الرفيع، لا يتكبر على أحد، ولا يرد سائلاً، ولا يعرف في قلبه إلا الخير لكل الناس.
لقد كان الراحل الكريم من أهل البر والإحسان، ومن الذين جعلوا من الدين سلوكًا قبل أن يكون قولاً، فكان مسجد اباه الذي بناه في رومي البكري منارة هدى، يلتقي عنده المريدون وطلاب العلم والمحبون، يتلون كتاب الله، ويتدارسون معانيه. وبعد وفاة والده، أقام له ضريحًا عرفه الناس بـ"بغداد"، فصار مهوى القلوب ومكانًا للذكر والدعاء، يحتضن أرواح المريدين وأهل القرية في سلامٍ وسكينةٍ لا تنقطع.
رحم الله الشيخ عبدالغفار، فقد أفل نجمٌ من نجوم الهداية، وغاب وجهٌ من وجوه البر والصفاء، من مدينة النيل والعاصمة، حيث كان حضوره نوراً ومحبته جسرًا بين القلوب.
فيا من عرفوه، صبراً جميلاً، ولأهله وذويه وأبنائه وبناته وآل عبدالكريم طه وآل أبوسوار وآل طه الحاج وآل وديدي وكل أهل رومي البكري في داخل السودان وخارجه، أحسن الله عزاءكم، وجبر كسركم، وجعل مثواه الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
انّا لله وإنّا إليه راجعون.
مشاركة الخبر علي :
