من القاهرة إلى دارفور... نداء وحدة ووطنية في ندوة القوات المشتركة



احتضن بيت السودان في السيدة زينب – القاهرة ندوة كبرى نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية بالتنسيق مع القوات المشتركة، تناولت الأوضاع الراهنة في دارفور وكردفان، وسط حضور واسع من القيادات الوطنية والسياسية والإعلامية وأبناء الجالية السودانية في مصر.
تحدث في الندوة كلٌّ من:
الفريق إبراهيم ألماظ – مستشار رئيس حركة العدل والمساواة
المهندس أبوبكر حامد نور – أمين إقليم دارفور بحركة العدل والمساواة
الأستاذ حسين أركو مناوي – القيادي بالقوات المشتركة
الأستاذ صلاح حامد الولي – ممثل قوة تجمع التحرير
اللواء (م) أمين إسماعيل مجذوب
العميد جمال الشهيد
وعدد من القيادات الوطنية الفاعلة.
شهدت الندوة عرض شريط توثيقي لجرائم مليشيا دقلو الإرهابية في مدينة الفاشر، كشف حجم الدمار والمعاناة التي يعيشها المواطنون جراء الحصار والاعتداءات المستمرة. كما تناول المتحدثون صمود الفاشر الأسطوري في وجه العدوان، مؤكدين أن القوات المشتركة تقاتل جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة السودانية في معارك الشرف والدفاع عن الوطن، وأنهم اليوم ينضوون تحت لواء الجيش السوداني في معركة الكرامة والعزة.
وأشار المتحدثون إلى أن القوات المشتركة، منذ نشأتها، خاضت معاركها الوطنية بشرفٍ وانضباطٍ أخلاقي، ولم ترتكب يومًا ما ارتكبته المليشيات من جرائم ضد المدنيين، فهي لم تقتل امرأة ولا طفلًا، ولم تعتدِ على المواطنين العُزّل، بل لبّت نداء الوطن بإيمانٍ عميقٍ بواجب الدفاع عن السودان أرضًا وشعبًا.
وأوضح الفريق إبراهيم ألماظ أن القوات المشتركة اندمجت رسميًا تحت لواء القوات المسلحة السودانية، وتحتكم الآن إلى قوانين وضوابط الجيش السوداني القائمة على الشرف والواجب والانضباط، مؤكدًا أن القوات المسلحة أينما حلت تحترم المواطن وتحافظ على ممتلكاته، وأنها تقاتل من أجل حماية الشعب لا من أجل السلطة.
وفي كلمته، دعا الفريق إبراهيم ألماظ إلى حضور أوسع للإعلام الوطني في مثل هذه الفعاليات حتى يصل صوت السودان إلى كل أنحاء العالم، مشددًا على أن الإعلام الواعي والمسؤول هو السلاح الأقوى في معركة الوعي والدفاع عن الحقيقة.
كما شدّد على أن دور الإعلام الوطني لا يجب أن يقتصر على الفعاليات والمؤتمرات، بل يجب أن يمتد إلى ميادين الحرب والمناطق المنكوبة، لتوثيق الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا ال دقلو بحق المدنيين، وإيصال الصورة الحقيقية للعالم دون تزييف أو تلاعب.
وأشار إلى أن المعركة اليوم ليست بالسلاح وحده، بل هي أيضًا معركة إعلام وتوثيق ووعي، مؤكدًا أن الكلمة الصادقة والصورة الحقيقية أصبحت جزءًا من معركة الكرامة نفسها.
كما دعا إلى الاستنفار الشامل للشباب للانخراط في صفوف الخدمة الوطنية والدعم المجتمعي، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الجهود الوطنية ودعم القوات المسلحة حتى يتحقق النصر الكامل وتستعيد البلاد أمنها واستقرارها.
وأكد المتحدثون ضرورة تقديم الدعم الكامل لأهل دارفور وكردفان — الإنساني والميداني والخدمي — دعمًا لصمودهم وثباتهم في وجه الحرب، مؤكدين أن شهداء معركة الكرامة سيظلون منارة للأجيال ودافعًا لمواصلة مسيرة النصر.
موقف وطني لا مساومة فيه
وفي سياق المواقف الوطنية، جدّد الحضور دعمهم الكامل للقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، مؤكدين أن المرحلة لا تحتمل هدنة ولا مساومة بعد ما ارتكبته مليشيا ال دقلو الإرهابية من جرائم بشعة في الفاشر وبارا.
وشددت الكلمات على أن أي حديث عن وقف إطلاق النار في هذا التوقيت هو خيانة لدماء الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الوطن، وأن المجد اليوم للبندقية التي تحمي الأرض والعِرض، لا لمن يساوم أو يهادن أعداء السودان.
وأكد المتحدثون أن موقف القوات المسلحة واضح وثابت كما عبّر عنه القائد البرهان:
لاهدنة لا تفاوض لا مساومة
فالسودان، كما أجمع المشاركون، لن يُصان إلا بقوة أبنائه ووحدة جيشه حتى يُكتب النصر وتُطهر الأرض من المليشيات والخونة.
رسائل الندوة إلى الداخل والخارج
بعثت ندوة القوات المشتركة في بيت السودان بالقاهرة بعدة رسائل عميقة.
فعلى الصعيد الداخلي، أكدت أن السودان ما يزال حيًا في قلوب أبنائه، وأن وحدة الجيش والقوات المشتركة تحت راية واحدة هي الضمان الحقيقي لاستعادة الأمن والسيادة الوطنية. كما شددت على أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل معركة وعي ومصداقية وإعلام وطني مسؤول.
أما على الصعيد الخارجي، فقد حملت الندوة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن ما يحدث في دارفور والفاشر ليس نزاعًا مسلحًا عاديًا، بل جريمة مكتملة الأركان تمارسها مليشيا إرهابية ضد المدنيين، وأن الصمت الدولي لم يعد مبررًا أمام ما يجري من إبادة وتهجير وتدمير. وطالبت الندوة بتصنيف مليشيا ال دقلو كتنظيم إرهابي عالمي، ومحاسبة كل الجهات التي تدعمها أو توفر لها الغطاء السياسي والإعلامي.
وفي ختام الندوة، وُجّه نداء صادق لأبناء السودان في الداخل والخارج بأن يكونوا سفراء لقضيتهم في كل المحافل، وأن يوصلوا صوت السودان الحقيقي إلى العالم بعيدًا عن التضليل والتشويه. فالسودان، كما جاء في كلمات المتحدثين، لا يُقاس بجغرافيته، بل بصمود شعبه وكرامة جيشه ووحدة كلمته.



الأربعاء 5 نوفمبر 2025 – القاهرة
مشاركة الخبر علي :
