حديث الساعة إلهام سالم منصور تحليل سياسي:- ثروات السودان والحروب الداخلية.. بوابة مشرعة للاستعمار الجديد
منذ رحيل المستعمر عن أرضنا وخرَّجناه من السودان مكسورًا مهزومًا، بعد أن أنشد له الشعب أغنيته الشهيرة "يا غريب يلا يلا لبلدك، يلا سوق معاك ولدك". ومنذ ذلك الزمن، لم تهدأ أطماع المستعمر القديم في هذا البلد الغني، بل ظلّ يعمل بأساليب جديدة لإشعال الفتن بين أبناء السودان، حتى تبقى الأبواب مفتوحة أمامه للعودة، لا بجيوشه هذه المرة، بل بمؤامراته الخفية.
فالسودان ليس بلدًا عاديًا، بل هو قارة مصغّرة بما يحمله من خيرات وثروات. منذ أن خرج المستعمر وهو يعلم أن السودان يمتلك من الثروات ما يجعله سيدًا على اقتصاده إن أحسن استغلالها، لذلك سعى جاهدًا لإشغالنا بالحروب الداخلية حتى لا نلتفت إلى كنوزنا المدفونة في الأرض وما تحتها والماء.
وغيرها ان
ثروات السودان… كنوز لا تُقدّر بثمن
يمتلك السودان تنوعًا نادرًا في موارده الطبيعية:
الثروة الزراعية
يُعتبر السودان من أكبر الدول الإفريقية مساحةً زراعية، إذ تبلغ الأراضي الصالحة للزراعة أكثر من 200 مليون فدان، لا يُستغل منها سوى القليل. وتُعد أراضيه من أخصب الأراضي في العالم.
أهم المحاصيل: القمح، الذرة، السمسم، الفول السوداني، القطن، الصمغ العربي (ويمثل السودان 80% من الإنتاج العالمي)، إضافة إلى الفواكه والخضروات وقصب السكر.
الثروة الحيوانية
يمتلك السودان أكثر من 100 مليون رأس من الماشية من أبقار وإبل وأغنام وماعز، وتُعد مصدرًا رئيسيًا للحوم الحمراء ومنتجات الألبان والصادرات إلى الأسواق العربية والإفريقية، كما ترفد الصناعات الجلدية المحلية بموارد ضخمة.
الثروة المعدنية
تحتضن أراضي السودان كميات هائلة من الذهب في ولايات دارفور، نهر النيل، والبحر الأحمر، بالإضافة إلى معادن استراتيجية مثل الحديد، النحاس، الكروم، المنغنيز، المايكا، واليورانيوم.
هذه الموارد لو استُغلت بعلم وإدارة وطنية رشيدة، لأصبح السودان قوة اقتصادية إقليمية لا يُستهان بها.
الثروة المائية
يجري في السودان نهر النيل برافديه الأبيض والأزرق، إلى جانب شبكة ضخمة من الأنهار الموسمية والبحيرات الجوفية، ما يجعل البلاد غنية بالمياه العذبة الصالحة للزراعة والشرب والطاقة الكهرومائية.
الثروة البشرية
أما الإنسان السوداني فهو أعظم الثروات جميعًا، بوعيه وصبره وإرادته وقدرته على التعايش والإبداع رغم الصعوبات.
الفتن الداخلية… طريق العدو للعودة
حين لم يستطع المستعمر القديم السيطرة على السودان بالسلاح، عاد بخطة جديدة: إشعال الحروب الداخلية. من الجنوب سابقًا إلى دارفور اليوم، الهدف واحد — تقسيم السودان إلى دويلات ضعيفة يسهل نهب مواردها.
لقد فقد السودان في حرب الجنوب آلافًا من خيرة أبنائه من القوات المسلحة والدفاع الشعبي، والآن يتكرر السيناريو ذاته في دارفور، لأن موقعها وثرواتها يجعلها هدفًا لكل من يسعى للهيمنة.
دور الإعلام الوطني… حارس الحقيقة
إن الإعلام الوطني هو الدرع الحصين في معركة الوعي، وهو الذي يجب أن يحتكر رواية الحدث بحقيقة ومسؤولية. يجب أن يكون الإعلام السوداني هو المصدر الأول لكل ما يحدث في البلاد، بعيدًا عن المنصات التي تتاجر بالحقائق وتشوه الصورة.
الإعلام الوطني لا يبرر، بل يوثق. لا يضلل، بل يضيء طريق الحقيقة ويكشف نوايا المتآمرين.
رسالة للإعلام الوطني
على إعلامنا الوطني أن يدرك أن المعركة اليوم ليست بالسلاح فقط، بل بالكلمة والمعلومة والصورة. عليه أن يكون خط الدفاع الأول عن وحدة السودان وسيادته، وأن يحافظ على ثقة المواطن، ويكون لسان الوطن في وجه الأكاذيب.
من يملك الحقيقة يملك القوة، ومن يكتب بصدق يحمي وطنًا.
فلنكن نحن من يصنع الصورة، لا من يرد على صور الآخرين.
فالسودان غنيٌّ بثرواته، شامخٌ بأبنائه، قويٌّ بإعلامه، وسينتصر بالوعي والوحدة على كل محاولات الاستعمار الجديد.
الجمعة 7نوفمبر 2025
مشاركة الخبر علي :
