
بهدوء:- حسن محمد زين يكتب: (بقجة) الشتات
ليس اقسى على الإنسان من أن يتشتت شمله ويفارق أهله ودياره ويزداد ألمه أن غادر وطنه وتكتمل اركان المأساة إن كان هذا الشتات فرار وخوفا من مصير مجهول بعد فقدان الامان حيث مظنة الأمن.
لكن قبل أن تفتح (بقجة) اللوم التي تحملها على ظهرك وتثقل كاهلك يتوجب عليك انت شخصيا أن تتساءل عن ماذا فعلت في حياتك لتستحق هذا الشتات وتعيش المعاناة والعذاب في حياتك؟ ارجوك لا تحدثني عن انك مواطن صالح وان هذا يكفي لأن تعيش في امان وان الساسة هم اساس البلاء ،فهذا الكون مبني على العمل الفردي وصلاح الأفراد يعني صلاح المجتمعات (وكلكم آتيه يوم القيامة فردا) والحساب كما نقول ولد.
تعال لنتحاسب ،هل تحرص على الحلال دوما؟:هل تتقي الله حق تقاته؟ ويطيب مطعمك ومشربك؟ وأنك لا تخون ولا تكذب ولا تغتاب ولا تنشغل بالنميمة؟ ارجوك (لا تركب رأس) وتتحفني بالجدال العقيم عن نحن ونحن فقط تفكر في اولئك الذين تركناهم خلفنا في الخرطوم وبحري وامدرمان، مازالوا صامدين وهم كثر، صبروا وثابروا رغم الويلات والفظائع التي مرت بهم،لا تقل لي انهم بلا أهل يذهبون اليهم فكثيرون منهم من أهلي في ولاية نهر النيل ولاشك أن من بينهم بعض اهلك أن كنت سودانيا قحا فمثله له جذور ولا تحدثني عن السوداني المنبت فهو بلا شك (مسودن) ومثله آفة وليس إضافة.
لن يدخل القبر معك زعيمك الطائفي ولا شيخك ولا رفيقك في النضال ، هو عملك وحده وانت تزرع مع حصدت.
كن أمينا مع نفسك وتأمل في حال الذين ظلوا ثباتا راضين وصابرين وبين حالك وانت خارج من المدينة خائفا تترقب،تتنتاشك الأقاويل وتتلاعب بك الاشاعات وتكاد تصدق كل مايرعبك وتكذب اي رسالة طمأنينة بل تتبرع بالتشكيك فيها، لماذا قلبك مليء بالرعب والخوف ؟يدك دوما قرب ماتبقى لك من متاع لتهب هاربا تارة اخرى إلى حيث تظن أنه الامان.
الخوف الداخلي سيجعلك تهرب العمر كله من وهم إلا وهم ،ذلك فعل الهشاشة النفسية عندما تلتقي بالهشاشة الوطنية ،اين ذلك الايمان الذي كنت تحدثنا عنه بأن الإنسان لن يموت قبل يومه(وهو حق ) لكنه حب الدنيا والسكون اليها جعلت خائفا تترقب تحسب أن كل صيحة عليك هي العدو.
لن يغير الله حالك اذا لم تغيرا مابنفسك، توبوا إلى الله واصلحوا اعمالكم ،توقفوا عن الفرار بين المدن والبلاد وفروا إلى الله فهو وحده الملاذ الآمن.
مشاركة الخبر علي :